الدكتور فاضل حسن شريف
قال الامام الصادق عليه السلام الذي كنيته ابي عبد الله (المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جهله) في تفسير الاية " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ" (ال عمران 7).
وجاء في ميزان الحكمة لمحمد الريشهري في باب استحباب الاستغفار في السحر، قال الإمام الصادق عليه السلام: إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر الله لم يكتب عليه. لذلك فان استغفار سحر الليل هو كفارة ذنوب النهار " وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" (ال عمران 17). وعنه عليه السلام: من عمل سيئة اجل فيها سبع ساعات من النهار، فإن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاث مرات لم تكتب عليه. وهذا يدل على اهمية الاستغفار بعد عمل السيئة في يوم عملها.
كان الامام جعفر الصادق عليه السلام يتحاور مع اصحاب العقائد الاخرى في العصر العباسي بعد انفتاحه على الاديان الاخرى والعقائد المختلفة ومنهم الزنادقة تطبيقا للاية الشريفة "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" (ال عمران 64). وقال الامام الصادق عليه السلام (ان الله قد جعل في قلوب المؤمنين حرارة لحب الحسين) كما جاء في الاية "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" (ال عمران 68) لان اتباع الانبياء والاولياء الصالحين يعني السير على منهجهم، وما منهج الامام الحسين عليه السلام الا مصداق ليكون نبراس في قلب كل مؤمن ومؤمنة.
وعن الاية "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (ال عمران 77) يقول الامام الصادق عليه السلام (لا يجوز يمين في تحليل حرام ولا تحريم حلال ولا قطيعة) وعنه عليه السلام (اليمين الغموس التي يتعمد فيها الكذب هو ان يحلف الرجل على مال امئ مسلم، او على حقه ظلما، فهذه يمين غموس توجب النار، ولا كفارة عليه في الدنيا، وهذا من الظلم يبقى معلقا بذمته في الدنيا، ولا يغفر له ولا شفاعة).
وكما جاء في تفسير العياشي عن الإمام الصادق عليه السلام أن الآية "اَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" (ال عمران 83) تشير إلى ظهور الإمام المهدي عليه السلام. وجاء في علل الشرائع للشيخ الصدوق: قال الامام الصادق عليه السلام لابي حذيفة: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" (ال عمران97) أين ذلك من الأرض؟ قال : الكعبة ، قال : أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال : فسكت ، ثم قال له : يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به اﻵثار والسنة كيف تصنع ؟ فقال : أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي ، قال : يا أبا حنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى.
وعن اسباب التفرقة التي نهى عنها الله تعالى في الاية المباركة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (ال عمران 103) عن الإمام الصادق عليه السلام: قال الحارث الأعور لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أنا والله أحبك، فقال له: يا حارث أما إذا أحببتني فلا تخاصمني، ولا تلاعبني، ولا تجاريني ، ولا تمازحني، ولا تواضعني، ولا ترافعني. وعن الإمام الصادق عليه السلام: الإخوان ثلاثة: فواحد كالغذاء الذي يحتاج إليه كل وقت فهو العاقل، والثاني في معنى الداء وهو الأحمق، والثالث في معنى الدواء فهو اللبيب. و - عنه عليه السلام: الإخوان ثلاثة: مواس بنفسه، وآخر مواس بماله، وهما الصادقان في الإخاء، وآخر يأخذ منك البلغة، ويريدك لبعض اللذة، فلا تعده من أهل الثقة.
عن الإمام الصادق عليه السلام (صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار) وعنه عليه السلام (إن البيوت التي يُصَلَّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تضئ لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض) كما جاء في الاية "لَيْسُوا سَوَاءًۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (ال عمران 113).
كان الامام الصادق عليه السلام يعمل بالفلاحة لينفق من حلال الله كما جاء في الاية المباركة (ال عمران 134) "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
روي عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه : أن الإمام الحسن عليه السلام قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله صلى الله عليه وآله كما جاء في الاية الشريفة "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ" (ال عمران 144).
قال الامام الصادق عليه السلام: عجبت لمن خاف، كيف لا يفزع الى قوله "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (ال عمران 173) فاني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ" (ال عمران 174 ).
https://telegram.me/buratha