من اشكالات الاحاديث في صحيح البخاري التي ذكرها المراجعون ان قسم منها تعارض ايات القرآن الكريم، والرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم لا ينطق ولا يتكلم بهواه "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى" (النجم 3) حتى ان جميع المذاهب تجعله معصوما وان اختلفت درجة العصمة. ومن هذا الباب فلا يصح اخذ الاحاديث التي تعارض الايات القرآنية التي تؤكد على عصمته صلى الله عليه واله وسلم .
وفي صحيح البخاري احاديث مقطعة وهذا لا يصح حيث ان التقطيع يؤدي الى ضياع المعنى بل احيانا يؤدي الى عكس المعنى، وحتى ايات القرآن لا يصح تقطيعها مثلا "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" (محمد 19) فلا يصح ان تستقطع "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ" فهذا كفر بدل توحيد الله.
أن بعض الروايات الخرافية الموجودة في صحيح البخاري التي تنسب الى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم تؤدي حتما إلى الشك في نبوته وهذا مما لا يرتضيه كل مسلم لانها تنافي القرآن الحكيم والذوق السليم، والله ورسوله كلامهما لا يتضادان ولا يتعارضان " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" (النساء 59). مما جعل العلماء الاجلاء يؤكدون على حذف الاحاديث الشاذة المستندة الى روايات ضعيفة او شاذة او متعارضة والتي تحوي بعضها على استهزاء بشخصية الرسول ومقامه "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" (الحجر 95).
وبما ان البخاري كتب صحيحه في زمن المتوكل العباسي المعروف ببطشه فان هذا الخليفة استخدم محدثين تؤيد رغباته، وكان البخاري معتمدا في صحيحه على هؤلاء المحدثين.
وقد ذكر البخاري احاديث يندى لها الجبين منها ان الرسول محمد كان يبول واقفا، في حين هذا العمل لا يقوم به حتى اجهل الجهلة فكيف بسيد الكونين والعارفين. فهل من المعقول ان يختار البخاري من اكثر من نصف مليون حديث مثل هذه الاحاديث المخدشة بالاداب ويعتبرها صحيحة السند الا اذا كان سنده حاقد على سيد الخلق كما جاء في (صحيح البخاري كتاب الوضوء - باب البول قائما وقاعدا 224 - حدثنا : آدم ، قال : حدثنا : شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال : أتى النبي (ص) سباطة قوم فبال قائما ، ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ). (صحيح البخاري - كتاب المظالم - باب الوقوف والبول عند سباطة قوم الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : (135) 2471 - حدثنا : سليمان بن حرب ، عن شعبة ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن حذيفة (ر) ، قال : لقد رأيت رسول الله (ص) أو قال : لقد أتى النبي (ص) سباطة قوم فبال قائما).
والغريب ان في نفس صحيح البخاري حديث اخر يعارض حديث باب البول قائما وقاعدا كما جاء في (روى البخاري (216) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ ، أَوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ) ثُمَّ قَالَ: (بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)".) فيستنتج من الحديثين المتعارضين ان الذي يبول واقفا سيعذب في القبر وسبب التعارض ان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم حاشاه ان يعذب في القبر لان البخاري روى في صحيحه ان النبي (ص) بال واقفا.
من الاحاديث النبوية التي اوردها صحيح البخاري ان المرأة تنقض صلاة الرجل اذا مرت امامه مثل الكلب الاسود والحمار، الحمل لسبع سنين بعد وفاة الزوج والقرآن بينما يتحدث عن اربعة قروء وعشرة ايام (عدة المتوفي زوجها) ليصبح الرحم جاهز للحمل من الزوج الجديد، شرب بول آلاِبل، وانه النبي ارادَ ان ينتحر, و النبي ينظر الراقصة الحبشيه، وروايات كثيرة منها منامه مع زوجاته. وفي تجسيم رب العالمين فحدث ولا حرج من احاديث مذكورة في صحيح البخاري.
القرآن الكريم الذي قال عنه عز وجل: "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (فصلت 42) و "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر 9) فهو الصحيح بالتمام والكمال. واي كتاب اخر فهو ليس صحيح وانما تعتريه اخطاء مقصودة او غير مقصودة نتيجة المؤلف نفسه او مصادره او رواته.
https://telegram.me/buratha