الدكتور فاضل حسن شريف
وفي رده عن سؤال مفاده عند ضرب ابن ملجم اللعين لأمير المؤمنين عليه السلام فقد نزل جبرائيل عليه السلام قائلا (انفصمت والله العروة الوثقى)، ألا يناقض ذلك قوله تعالى : "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا" (البقرة 256) فاجاب السيد محمد سعيد الحكيم: التعبير بـ (انفصام العروة الوثقى) يدلّ على عظم الفاجعة، وفداحة الخسارة التي أصابت الأمة، حيث استشهد إمامها وحاميها، والمدافع الأول عنها، وذلك من باب الكناية والمجاز، وليس المراد انفصام العروة الوثقى حقيقة، وهذا الأسلوب من التعبير متعارف في اللغة العربية، وعموم ما نعرفه من اللغات.
ذكر السيد ضياء الخباز: ولما انتهى السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره من دراسة المقدّمات والسطوح شرع في دراسة أبحاث الخارج، وهي الأبحاث العليا في الحوزة العلمية التي تؤهّل الطالب للفقاهة والاجتهاد والاستنباط، فحضر عند أستاذ الحوزة العلمية سيّد الطائفة السيّد الخوئي أعلى الله مقامه الشريف، كما حضر عند جدّه فقيه الطائفة السيّد الحكيم قدّس سرّه، ولازمه ملازمة كبيرة جدًا، حتى صار موردَ اعتماده، بحيث أنّ السيد الحكيم لما أراد أن يطبع كتابه (مستمسك العروة الوثقى) "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" (البقرة 256) وهو من أهمّ الكتب في تاريخ الحوزة العلمية، ومن أعظم الموسوعات الفقهية في تاريخ التشيّع، ولا يستغني فقيهٌ ولا طالبُ علمٍ ولا فاضلٌ وأستاذٌ عن مراجعته والاستفادة منه، أوعز أمر مراجعته لسبطه المرجع الراحل قدّس الله نفسه الزكيّة، لما كان يجده في سبطه من الأهلية لمراجعة هذا الكتاب المهمّ، فكان السيد الراحل يراجعه ويناقش جدّه في مطالبه، فما طُبِع الكتاب في العديد من أجزائه إلا بعد أن أبدى نظره بمحضر جدّه الفقيه الأكبر رضوان الله تعالى عليهم.
عن قاعدة نفي الحرج قال السيد محمد سعيد الحكيم: وأما قوله تعالى "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ" (البقرة 184). فهو مفسر في النصوص بالشيخ والشيخة وذي العطاش، فلا مجال للاستدلال به في غيرهم ممن يكون الصوم حرجاً عليه. فالعمدة القاعدة المذكورة.
https://telegram.me/buratha