الصفحة الإسلامية

حكم الدولة بمفهوم القرآن الكريم (الحلقة الثانية)


الدكتور فاضل حسن شريف

بعد الخليفة الحاكم آدم عليه السلام ولد النبي شيت عليه السلام بعد وفاة اخيه الصالح هبيل فكان هو الوصي بعد آدم الذي عاش الف سنة، حيث حكم شيت الدولة المتكونة من الذرية الكثيرة لادم وانزل الله عليه 50 صحيفة، بينما هرب القاتل قابيل الى السهول مع زوجته وكون ذرية فاسقة تأتمر باوامره. ولو ان كثير من الانبياء لم يذكرهم القرآن الكريم بالاسم " وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ" (النساء 164). وهذا الحاكم المصلح اهتم بعمارة الارض ومنها الري والزراعة وتجميع المياه. ويذكر ان الصابئة المندائيين "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ" (الحج 17) يقدسون النبي شيت عليه السلام ولهم اهتمام بالمياه في عباداتهم. وكونهم عراقيون فهذا يعتبر احد الادلة بان النبي شيت عليه السلام عاش في العراق، و روايات اشارت ان والده آدم عليه السلام عاش ومات في العراق، ولهذا عند زيارة الامام علي عليه السلام يقول الزائر (والسلام على ضجيعيك آدم ونوح).

 

واوصى شيت عليه السلام لابنه آنوش الذي لم يكن نبيا ان يكون حاكما على دولته متبعا خط جده وابيه وصحائفه. وبدأت المشاكل تدب في دولة الصالح آنوش بعد وفاته بعد اختلاط قوم قابيل الفاسقين بافراد دولة آدم الاولى مما ادى الى فسادهم.

 

 

وبعد انتشار فساد قوم قابيل وفتنة قوم شيت عليه السلام ارسل الله نبيه ادريس عليه السلام او هبة الله واسمه الحقيقي اخنوخ، وسمي ادريس لكثرة دراسته كتاب الله، وهو ادريس بن مهلايين بن قينن بن انوش بن شيت بن آدم وجميع هؤلاء عاشوا في حياة آدم ذي العمر الطويل ومنهم ادريس الذي عاش معه 120 سنة. وهذا يدل انه عرف من هم الصالحون والمفسدون من القوم منذ ولادة البشرية. فقد سار على نهج آدم وشيت عليهما السلام " لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ" (البقرة 285). واصبح ادريس هو حاكم الدولة الصالح. فبعد ان بلغ رسالة الله تعالى هاجمه قوم قابيل والمفتونين من قوم شيت عليه السلام، فاصبح على ادريس عليه السلام الحاكم العادل لزاما عليه الدفاع كما حصل بعد ذلك للحاكم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم في معاركه الدفاعية في بدر "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (ال عمران 123)، وأحد "وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 121)، والخندق "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" (الاحزاب 9). وكما فعل الحاكم الامام علي عليه السلام في معاركه الدفاعية في الجمل وصفين والنهروان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك