الدكتور فاضل حسن شريف
1- الرواية: ان فاطمة رضي الله عنها كما جاء عن عائشة في روايات المذاهب الاسلامية ومنها البخاري ومسلم رآها رسول الله بوجود زوجاته مرحبا بها قائلا (مرحبا بابنتي) وهي ابنته الوحيدة المتبقية على قيد الحياة ثم اجلسها عن يمينه ثم سَارَّهَا، فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين؟
اقول فاطمة الزهراء عليها السلام خصها ابيها صلى الله عليه واله وسلم دون النساء الجالسات ومنهن زوجاته بالترحاب والكلام لانها ام اهل بيته المطهرين كما جاء في اية التطهير ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الاحزاب 33) ولو كانت الزوجات من اهل بيته لخصهن بالسر.
2- الرواية: فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت عائشة فاطمة: عم سارَّكِ؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره.
اقول ان فاطمة عليها السلام لم تسر عائشة لكيلا تبوح بالسر الى ابيها صلى الله عليه واله وسلم.
3- الرواية: فلما توفي، قالت عائشة لفاطمة: عليك من الحق لما أخبرتني. قالت: أما الآن، فنعم. فأخبرتني اي اخبرتها فاطمة ، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضه به العام مرتين، "ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاصبري، فإني نعم السلف أنا لك".
اقول فان هذا دليل ان السر اعطاه للخلف بعد السلف وهم ال بيت النبي الذي تمثله الزهراء عليها السلام.
4- الرواية: قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: "يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟". قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت.
اقول فان ذلك دلالة ان فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة الجالسات في المجلس وهن زوجات الرسول صلى الله عليه واله وسلم بل سيدة نساء المؤمنين كما تشير الرواية و نساء العالمين من الاولين والاخرين كما تشير روايات اخرى ومنها روايات اهل البيت.
5- الرواية: وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم أيضًا أنه أسر لها كذلك بأنها أول أهل بيته موتًا بعده صلى الله عليه وسلم.
اقول فان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يعلم الانقلاب الذي سيحصل بعد وفاته وتكون ضحيته ابنته الشابة فاطمة عليها السلام "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (ال عمران 144).
6- الرواية: وقد أضحكها ذلك لأنها ستلقى الأحبة، ستلقى أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقى أمها خديجة رضي الله عنها، وتلقى المؤمنين الذين سبقوا، بل وتلقى رب العالمين "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" (القيامة 22- 23).
اقول ان اهل بيت النبوة اعتبروا ان الحياة الاخرة هي الحياة الحقيقية "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ" (العنكبوت 64).
7- الرواية: ومع ذلك ففاطمة رضي الله عنها كانت تشاهد الألم والمعاناة التي يشعر بها الحبيب صلى الله عليه وسلم، وذلك دفعها كما في رواية البخاري عن أنس رضي الله عنه، أن تقول: واكرب أباه. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم طمْأَنها قائلاً: "لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ".
اقول وهذا يدل ان فاطمة الزهراء عليها السلام هي الاكثر الما من بين الجالسات في مجلس الرسول صلى الله عليه واله وسلم قبل وفاته.
https://telegram.me/buratha