الدكتور فاضل حسن شريف
بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" نزلت هذه الاية في معركة احد بشأن المنافقين الذين تراجعوا في المعركة، واوضحت ان قيادة المعركة عند انكسارها حتى ولو كانت بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم فعلى بقية الجند عدم التراجع والانقلاب والارتداد. والروايات تؤكد انه لم يبقى مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في معركة احد الا القلة القليلة ومنهم الامام علي عليه السلام، وسبحان الله لم يبقى معه عند مرضه قبل وفاته من الرجال الا القلة و الامام علي عليه السلام وفي كلتي الحالتين حصل الارتداد والانقلاب.
وقد اسكت الخليفة ابا بكر اهل المدينة بهذه الاية بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم مما يؤكد ان الاية يمكن تطبيقها ليس فقط على معركة احد انما الانقلاب بعد وفاته.
وفيها تأكيد ان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم هو رسول من الرسل. وذكر الامام الصادق عليه السلام هذه الاية ضمن الايات الاخرى التي اشارت الى اسماء الرسول العشرة.
قسم الله تعالى الناس بعد موت او قتل الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم الناس الى شاكرين وهم الذين لا ينقلبون و غير شاكرين الانقلابيين. والشاكرون قلة بعد الانقلاب كما جاء في الاية الكريمة "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ 13). والشاكرون واتباعهم سيجزيهم الله حسن ثواب الدنيا و الاخرة "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ" (ال عمران 148) وسينتقم من الانقلابيين بان جزاؤهم جهنم وبأس المهاد "مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد" (ال عمران 197).
جاء في كتاب الكافي عن الامام الباقر عليه السلام ان الذين لم ينقلبوا كما جاء في سورة ال عمران 144 بعد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم هم ثلاثة: المقداد بن الأسود، وأبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله عليهم وبركاته.
وجاء في التفسير الميسر لهذه الاية ان الرسول من جنس الرسل الاخرين فان مات او قتل تركتم ما جاء به نبيكم من دين فسوف تضرون انفسكم والله لا يضره شئ، والذي يثبت على دينه وشكر ربه على نعمة الاسلام فسيجزيه الله احسن الجزاء.
وجاء في تفسير العياشي عن ابي عبد الله عليه السلام ان المنقلبين هم من اصحاب الرسول الذين فعلوا ما فعلوا.
ان الانقلاب يعني الرجوع الى المكان او الزمان وبالتالي الرجوع الى الكفر كما هو الحال قبل الاسلام. ويقال في حالة الرجوع من الحالة الجيدة الى السيئة انقلب او نكص او ارتد على عقبيه، والعقب مؤخرة الرجل وجمعه اعقاب.
https://telegram.me/buratha