الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم (قدس سره) للباحث حسين سيد نور الاعرجي: أن تكون هذه الحرية ضمن الحدود الشرعية، التي نعبر عنها : بالتقوى السياسية، فلا تكون سبباً في هتك إنسان مؤمن، أو جماعة مؤمنة، إن الهتك في نفسه أمر حرام، وإذا كان هذا العمل جائزاً في الحرية الغربية لعدم وجود حرمة للإنسان بهذا المعنى، فهو غير جائز في الشريعة الإسلامية. كما لا تكون الحرية جائزة، إذا كان فيها كشف للإسرار والعيوب، حتى لو كان سراً شخصياً، فلا يجوز كشفه؛ لان الأسرار لا يجوز كشفها. فالغيبة من الكبائر التي وردت في النص ألقراني حرمتها، ووردت الأحاديث الكثيرة الأكيدة في النهي عنها، وتأكيد درجة حرمتها، لان بعض الروايات تقول: إن حرمتها أشد من الزنا في المحرم في البيت الحرام، ولا أقول: إن هذه الروايات صحيحة أو لا، ولكن يوجد تأكيد على الحرمة إلى درجة عالية. والغيبة في محتواها هي: عبارة عن كشف عيوب المؤمنين وأسرارهم، فالإنسان إذا ارتكب محرماً سرّاً، ولم يعرف به احد من الناس، إي: كان سراً بينه وبين الله تعالى، ولا يجوز كشف هذا الأمر للناس وفضحه. إذاً، كشف الأسرار حتى لو كانت شخصية، تدخل ضمن الحرية الشخصية، فضلاً عّما لو كانت أسراراً جماعة، وفضلاً عّما لو كان هذا الكشف كشفاً للأسرار أمام الأعداء، وأمام الناس جميعاً، كما لا تكون حرية في الكذب ونشر الأخبار الكاذبة، والكذب نوعان: كذب صريح، وفيه اختراع وبهتان وافتراء، وهناك كذب من نوع آخر: وهو عبارة عن تحريف الكلمات أو النصوص، فالإنسان عندما يتحدث بحديث ويأتي بنص كامل، ويكون في هذا النص قرينة على مقصودة، فلا يصح اقتطاع القرينة، والإتيان ببعض الكلام ونسبته إلى الشخص، قال تعالى كما في سورة (ال عمران 7) "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ".
وجاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن تفسير القرآن في أدبيات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) للدكتور فيصل مفتن اللامي: لقد بحث السيد الحكيم في موضوع التأويل "فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ" (ال عمران 7) بوصف التأويل كلمة اخرى ظهرت إلى جانب كلمة (التفسير) في بحوث القرآن عن المفسرين، فالكلمتان معاً تدلان على بيان معنى اللفظ والكشف عنه، قال صاحب القاموس: (أول الكلام تأويلاً: دبره وقدره وفسره)، والمفسرون الذين كادوا أن يتفقوا على التوافق بين الكلمتين بشكل عام اختلفوا في تحديد مدى التطابق بين الكلمتين. ونحن هنا نذكر بعض الاتجاهات والمذاهب في ذلك. 1 ـ الاتجاه العام لدى قدماء المفسرين الذين يميلون إلى القول بالترادف بينهما، فكل تفسير تأويل، والعكس صحيح أيضا، وعلى هذا فالنسبة بينهما هي التساوي. 2 ـ الاتجاه العام لدى من تأخر عنهم من المفسرين الذين يميلون إلى القول بأن التفسير يخالف التأويل في بعض الحدود، أما في طبيعة المجال المفسر والمؤول، او في نوع الحكم الذي يعتمد عليه التفسير والتأويل. والبحث في تعيين مدلول كلمة التأويل والمقارنة بينها وبين كلمة التفسير يتسع في الحقيقة بقبول كل هذه الوجوه حيث يكون بحثاً اصطلاحياً يستهدف تحديد معنى مصطلح لكلمة التأويل في علم التفسير، لأن كل تلك المعاني داخلة في نطاق حاجة المفسر، فيمكنه أن يصطلح على التعبير عن إي واحد منهما بكلمة التأويل، لكي يشير إلى مجال خاص او درجة معينة من الدليل، ولاحرج عليه في ذلك، ولكن الامر يختلف عندما يكون البحث عن معنى كلمة (التأويل عندما ترد في الكتاب والسنة فأن الخطر يكمن في اتخاذ المعنى المصطلح وحيداً للفظ، وفهم كلمة التأويل على اساسه اذا جاءت في النص الشرعي (القرآن أو السنة). ونحن اذا لاحظنا كلمة التأويل وموارد استعمالها في القرآن نجد لها معنى الاخر لايتفق مع ذلك المعنى الاصطلاحي الذي يجعلها بمعنى التفسير ولا يميزها عنه الا في الحدود والتفصيلات، فلكي نفهم كلمة التأويل يجب أن نتاول اضافة إلى معناها الاصطلاحي معناها الذي جاءت به في القرآن الكريم. وقد جاءت كلمة التأويل في سبع سور من القرآن الكريم احداها سورة ال عمران اية 7، وبدراسة هذه الايات نعرف أن كلمة التأويل لم ترد فيها بمعنى التفسير، وبيان مدلول اللفظ إلاّ في هذه الاية؛ لأن التأويل فيها اضيف إلى الايات المتشابهة.
عن القصص القرآني يقول السيد محمد باقر الحكيم: العلاقة بالناس: لقد ذكر القرآن الكريم نوعا آخر من الصفات لعيسى عليه السّلام توضح فيه طبيعة العلاقة بينه و بين الناس بصورة عامة، أو مع والدته و قومه من بني إسرائيل بصورة خاصة. الوجيه في الدنيا، فهو كان له الجاه عند اللّه في الآخرة- كما ذكرنا- و لكنّه مع وجاهته عند اللّه فهو وجيه بين الناس؛ لموقع بيته العظيم الذي اصطفاه اللّه- تعالى- من بين الناس و الآل، و لولادته المتميزة، و للآيات و المعاجز التي جاء بها، ثم لسلوكه و أخلاقه الخاصة التي جعلته وجيها عندهم مع تواضعه و زهده في هذه الدنيا، "وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (ال عمران 45)، فهو يشبه من هذه الصفة نبينا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي كانت لديه هذه الوجاهة عند الناس أيضا.
https://telegram.me/buratha