الدكتور فاضل حسن شريف
سورة مريم تحوي آيات تتحدث عن مريم وابنها المسيح عليهما السلام فقد خشيت مريم من قومها ان يتهمها بالفاحشة فذهبت إلى مكان قصي او بعيد "فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا" (مريم 22) كونها لم تتزوج فكيف تلد وهي التقية الصالحة المحصنة "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" (التحريم 12). وخلال التضرع إلى الله جاءها رجل مرسل "فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا" (مريم 17). وتوسلت بربها ان يرحمها من الذي أتاها "قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا" (مريم 18) وتذكره بتقوى الله، ولكنه اجابها بانه رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا "قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا" (مريم 19) فقالت له "أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا" (مريم 20). وبعد ان علمت ان هذا الرجل إلا ملك مرسل رد عليها الملك جبرائيل "قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا" (مريم 21). فالله سبحانه قادر على ان يقول لشئ كن فيكون "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" (يس 82).
وورد ان مكان الولادة هو بيت لحم قرب بيت المقدس كما أكده الكتاب المقدس الانجيل. وهنالك روايات ضعيفة انها ذهبت الى مصر لانها مكان قصي او بعيد.
يوجد تفسير اخر ان النخيل والرطب كان طبيعيا وليس في فلسطين وخاصة في بيت لحم حيث لا نخيل وليس قصي بعيد ولا نهر ولا امان او قرار معين حيث الاطفال يقتلون من قبل الحكام الرومانيين. وان السيدة مريم عليها السلام تركت فلسطين الى مكان بعيد قصي شرقا الى العراق والربوة او الصخرة هي الكوفة او كربلاء او براثا ببغداد والتي كانت تسمى الزوراء. و المعين السري هو الفرات او بئر براثا "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا" (مريم 16). وكانت فزعة لانها ستذهب الى مكان بعيد جدا حتى طلبت الموت "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" (مريم 23). بالاضافة الى السري أي النهر "قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا" (مريم 24) والربوة "وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" (المؤمنون 50). كل هذه الدلائل لم تحققها مدينة بيت لحم خلال ولادة السيد المسيح عليه السلام وان تواجد فيها بعد ذلك خلال حياته، كما ان إبراهيم عليه السلام ولد في العراق وذهب إلى فلسطين فيما بعد.
https://telegram.me/buratha