من المسائل الشائكة التي عمقت الخلافات في الوسط الاسلامي " حادثة ضرب الزهراء(ع) واسقاط جنينها..!! وعملية الضرب التي لا يقبلها العقل بسبب وجود الامام علي{ع} في الدار, فهل يعقل ان فارس العرب وكاشف الكربات, ومن هتف جبرائيل باسمه في السماء{ لا فتى الا عليا لا سيف الا ذو الفقار} ان تضرب زوجته بحضوره ولا يبدي أي صفحة للدفاع عنها..؟.
مقدمة البحث: عن محمد بن جرير الطبري ص 124 حديث عن رسول الله{ص}
يا جابر، إنا أهل البيت لا يقاس بنا أحد، من قاس بنا أحدا من البشر فقد كفر. يا جابر، بنا الله أنقذكم، وبنا هداكم، ونحن والله دايناكم على ربكم، فقفوا عند أمرنا
هذا يعني ان الحديث عنهم لا بد ان يختلف من ناحية الفهم, والا خلقتهم تشبه خلقتنا وعيشهم ومأكلهم وشربهم ومنامهم كبقية البشر . اذن ما هي صفة الاختلاف بينهم وبين الناس كافة ..؟ الجواب الفهم الواعي والادراك لمقاصد الشريعة والهدف من نزول الرسالة الخاتمية في بيوتهم , هي المعيار الذي لا يختلف عليه احد من العقلاء. ولذلك درجة العطاء والتفاني والجهاد عندهم يختلف عند غيرهم .وهذا مؤكد وثبت بالدليل..
وهم يعلمون اكثر من غيرهم ان هناك شيء اقدس واعظم من شخصياتهم ومن حياتهم ودماءهم .. هي { كلمة الله العليا} فيهون كل شيء دونها , واول من ضحى بنفسه واهله رسول الله{ص} حين قال:"والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الامر او اموت دونه" فموت النبي او قتله اهون عليه من ذهاب كلمة الله العليا.. وهكذا سار علي والزهراء والحسن والحسين وابناءهم {ع} على هذا الخط ..
كل ما يقدمونه يرجون وجه الله لذل تقل عندهم حياتهم ودماءهم. كان الحسين {ع} يوم العاشر يقدم القرابين ويقول: " الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى" فلا قيمة لشهداء كربلاء مقابل جهة العطاء, ولا قيمة لحياة النبي {ص} دون رسالة السماء, ولا قيمة لراس علي وكبد الحسن ونحر الحسينة مقابل رضا الله .وقد ابدع الشاعر في بيان غاية الحسين في الشهادة بلقاء الله " الهي تركت الخلق طرا في هواك .. وايتمت العيال لكي اراك .. ولو قطعتني بالحب اربا .. لما مال الفؤاد الى سواك// كل شيء عندهم مشروع عطاء لله تعالى, ولا يشذ امير المؤمنين {ع} من هذه القاعدة. بسبب ضرب الزهراء يقلب الطاولة على الاسلام . ويكون سببا في حرب اهلية داخلية لا تبقي للاسلام اسما ولا رسما, لان التحضيرات التي سبقت الهجوم على الدار كانت كبيرة واشتركت فيها جهات كثيرة لا يسعني الحديث الان عنها..
فكانت حكمة تضحية النبي وتضحية الزهراء والائمة عليهم السلام سببا لبقاء الدين , رغم صبرهم وسكوتهم علن حقهم , نرى النواصب والقوى العظمى في هذا الزمان يبذلون جل اهتمامهم لمحق الدين من المسلمين. فكيف لو حمل الامام سيفه وضرب المهاجمين في بيته, سيكون ذلك مبررا لحروب مستمرة لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر.
اما اصل الحادثة . نعم حصلت وانقل لكم من مصادر جمهور المسلمين ..- ذكرها المسعودي في( مروج الذهب ) وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ،قال في كتابه ( إثبات الوصية ) عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : { فهجموا عليه [ ع] وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً !! }.
ثاني مصدر : الصفدي في كتاب ( الوافي بالوفيات) ج 6 صفحة 76 في حرف الالف ،يقول : { إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها !! }.ثالث مصدر : أبو الفتح الشهرستاني في كتابه ( الملل والنحل ) ج 1 ص 57 وقال النظام : { إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح [ عمر ] أحرقوا دارها بمن فيها !! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين } .
واخيرا ابن الحديد في( شرح نهج البلاغة) ج 14 في الصفحة 193 قال عن قصة هبار بن الاسود الذي روع زينب ربيبة الرسول {ص} واهدر الرسول دمه قال: كيف لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة الزهراء التي القت جنينها من بطنها وهناك مصادر كثير اختصرت للإفادة وعدم الاطالة والسلام عليكم .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha