الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي وللإنفاق ميزان لدى السيد الحكيم، هو الجهد، فعلى مقدار الجهد الذي بذله الإنسان لاستحصال تلك الأموال وإنفاقها يثاب الفرد عند الله تعالى، إلى جانب مسالة إخلاص النية لوجه الله تعالى وهي من أكثر الموازين التي تدخل في أعمال وعبادات الشريعة الإسلامية، كما إن للإنفاق في نظر سماحته شروطا لابد من توافرها حتى يصح الإنفاق منها النية الصالحة: لا يصح الإنفاق إلا بتوافر هذا الشرط الذي يبتغي فيه المنفق وجه الله تعالى، لا وجه الناس، استناداً إلى قوله تعالى "وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً" (النساء 38).
وعن الدكتور محمد جعفر العارضي: الأمَّة هي جماعة تجتمع على أمر ما، من دين، او مكان ،او زمان. وردت لفظة الأُمَّة في القرآن الكريم في دلالتها الاجتماعية 56 مرة. وعلى الرغم من تعدد السياقات التي تحتوي هذه اللفظة، وكثرة تفريعاتها، ومن ثمَّ كثرة دلالاتها، الا إنَّنا نجد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره قد أدار هذا التعدد السياقي وعالجه معالجة شاملة منتجة، فبدا ممهدا تارة، و مستنتجا تارة اخرى فتناول مفهوم الأُمَّة بلحاظين هما: تناوله بلحاظ دلالته على البعد الاجتماعي المجرد، بمعنى دلالته على مجرد الجماعة البشرية التي تربطها رابطة الاجتماع. و من ذلك في النساء 41 "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا"، وتناوله بلحاظ دلالته على البعد المعنوي و الفكري للجماعة البشرية.
وعن القصص القرآنية للسيد شهيد المحراب محمد باقر الحكيم: اختصاص القصة بأنبياء الشرق الأوسط: فمن الملاحظ ان القرآن الكريم تحدث عن مجموعة من الأنبياء يشتركون في خصوصية: أنهم يعيشون جميعا في منطقة الشرق الأوسط، أي المنطقة التي كان يتفاعل معها العرب الذين نزل القرآن في محيطهم ومجتمعهم. وقد تفسر هذه الظاهرة لأول وهلة بأن النبوات لما كانت بالأصل في هذه المنقطة ومن خلالها انتشر الهدى في جميع أنحاء العالم، حيث كانت البشرية تعيش في البداية بهذه المنطقة ولا يوجد في المناطق الأخرى نبوات وأنبياء، كما قد يفهم ذلك من خلال الاستعراض التأريخي للنبوات وتأريخ الانسان في التوراة، وحينئذ لا تعني هذه الخصوصية ظاهرة تحتاج إلى تفسير، بل هي قضية فرضتها الحقيقة التأريخية ويكفي في تفسيرها هذا الواقع التأريخي. الرسالات الإلهية لا تختص بمنطقة الشرق الأوسط: ولكن توجد شواهد في القرآن الكريم تنفي هذا التفسير لهذه الظاهرة، فالقرآن يشير في بعض آياته إلى أن هناك مجموعة أخرى من الأنبياء لم يتحدث عنهم، مع أن حياتهم لا بد وأنها كانت زاخرة بالاحداث شأنهم في ذلك شأن الأنبياء الآخرين: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا * ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما" (النساء 164-165). علما بأن سورة النساء من السور المدنية المتأخرة، ومن هنا فلا مجال لاحتمال أن هذه الآية نزلت في مدة زمنية لم يكن القرآن قد تعرض فيها إلى جميع قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم فعلا. كما أن هناك مجموعة من الآيات تدل على أن الأنبياء والرسل كانوا يبعثون إلى كل قرية ومدينة لإقامة الحجة من الله على الناس، كما نفهم من الآية 165 من سورة النساء، التي جاءت في سياق الآيتين السابقتين: "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما" (النساء 165). وجاء التعبير في بعض الآيات عن ذلك بوجود الشهيد في كل أمة "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا" (النساء 41).
عن مفهوم التأويل للسيد محمد باقر الحكيم: في سورة النساء الآية (59) "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" جاء التأويل فيها بمعنى بيان الموضوع أو تشخيص نوع الحكم الشرعي عند الاختلاف فيه.
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم قدس سره: العلاقة بالناس: لقد ذكر القرآن الكريم نوعا آخر من الصفات لعيسى عليه السّلام توضح فيه طبيعة العلاقة بينه و بين الناس بصورة عامة، أو مع والدته و قومه من بني إسرائيل بصورة خاصة. الشاهد عند اللّه على أعمال الناس و الرقيب على سلوكهم في أقوالهم و أفعالهم. "وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً" (النساء 159).
https://telegram.me/buratha