الدكتور فاضل حسن شريف
عن الانتظار يقول الله سبحانه "انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" (الانعام 158) (هود 122)، و "فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ" (الاعراف 51) (يونس 20) (يونس 102)، و "ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ" (يونس 71)، و "فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ" (يونس 102)، و "مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ" (هود 55)، و "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (الحجر 36)، و "قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" (الحجر 37)، و "بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ" (الانبياء 40)، و "فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ" (الشعراء 203)، و "قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" (النمل 27)، و "فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ" (السجدة 30)، و "فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ " (الاحزاب 23)، و "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (ص 79)، و "قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" (ص 80).
وجاء عن اسم الغائب ومشتقاته في القرآن الكريم ايات منها "فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ" (يونس 20) فالغيب له علاقة بالانتظار لان الله وحده يعلم متى سيظهر الغائب المهدي عجل الله فرجه. والدراسات حول ظواهر الظهور مفيدة ولكنها غير جازمة وتنفع عندما تتظافر في تصديق الظهور. والله تعالى يوحي غيبه لمن يشاء "تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ" (هود 49)، "ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ" (يوسف 102). والغيب مصطلح يطلق بعدم وجود اخر "ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ" (يوسف 52).
لا يصح ان يجزم احد وقت ظهور الامام المهدي رجما بالغيب كما يقول الله عز وجل "رَجْمًا بِالْغَيْبِ" (الكهف 22) فالله تعالى وحده هو عالم الغيب والشهادة "عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ" (الانعام 73) (التوبة 94) (التوبة 105) (الرعد 9) (المؤمنون 92) (السجدة 6) (الزمر 46) (الحشر 22) (الجمعة 8) (التغابن 18)، و "عَالِمِ الْغَيْبِ" (سبأ 3) (الجن 26).
وعلى هؤلاء المهرجين ان يتركوا لاهل العلم والاختصاص بالبحث عن التهيئة والاستعداد لظهور الحجة عجل الله فرجه "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (النحل 43) (الانبياء 7)، والا سيدخل المهرجون في العذاب المهين كما قال الله تعالى "أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ" (سبأ 14). وطالما لا يسأل المهرجون اهل الذكر من العلماء الاعلام فسوف يقعون في الكذب الاشر فقد قال الله سبحانه "أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ" (القمر 25). وكما يقول الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام (انتظار الفرج من الفرج).
عن الإمام زين العابدين عليه السلام حينما قال لابي خالد الكابلي قال: (يا أبا خالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره عليه السلام أفضل من أهل كل زمان، لأنَّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً). وهذا دليل واضح ان المجاهدين هم المنتظرين الحقيقيين لامام زمانهم وليس الجالسين الكسالى فهم بعيدين اشد البعد عن مفهوم الانتظار. يقول الله تعالى "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" (البقرة 214).
https://telegram.me/buratha