الدكتور فاضل حسن شريف
يقول سماحة الشيخ جلال الدين الصغير امام جامع براثا (فالإسلام دين العمل والجدية في التعاطي مع شأن هداية الناس، وحينما يتم تحديد القضية المهدوية بعنوانها البرنامج الخاص بعملية الهداية الربانية ضمن خط الإمامة، فإن ما يجب علينا أن نفهمه أن هذه القضية يتنافى العمل من أجلها مع سلوكيات التهاون والإتكال والتكاسل، بل إن من يريد أن يرتبط بها عليه أن يبرز دوماً جدية في التواصل مع أهدافها.)
قال الله تعالى "وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ" (التوبة 105). والكسل صفة المنافق الذي ينتظر الامام المهدي عجل الله فرجه ولم يعمل بما يتطلبه الانتظار من تهيئة "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى" (النساء 142). والكسل عن التهيئة نوع من الفسق "قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ" (التوبة 53-54) فالتهيئة للقضية المهدوية تتطلب الانفاق بدون اكراه.
والذي يريد الانتظار عليه ان يكون هو السيد وان لا يكون عدو الامام المهدي هو السيد وهذا يتطلب عدم التهاون في ردع الاعداء وكما قيل (من أراد السيادة فعليه بترك الوسادة). قال الله تعالى "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (المزمل 20). وجاء في الحديث الشريف (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف). والله تعالى يهيأ للعبد العامل ما يريد كما يهيأ للانبياء ما يريدونه وهم اول العاملين واهل الصناعة "وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ" (سبأ 12). والله يهيأ للمتوكل عليه عندما يريد العمل وليس الاتكالي ينتظر بدون عمل "وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ" (سبأ 12). وعلى المؤمن ان يذهب هو بنفسه الى العمل ولا ينتظر حتى يأتيه العمل وهو جالس "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ" (ص 42).
المنتظر للامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لا يقبل الذل امام الطغاة والمتجبرين كما كان جد الامام المهدي وهو الامام الحسين عليه السلام القائل (هيهات منا الذلة). وذلة المنتظر تكون مع اخيه المؤمن بينما مع الظالم لا يقبل الذل "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" (المائدة 54). وعزة المؤمن تميزه عن الفاسق "أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ" (السجدة 18)
https://telegram.me/buratha