الدكتور فاضل حسن شريف
قال ابن حمدون في تذكرته: قال موسى بن جعفر عليه السلام: (وجدت علم الناس في أربع: أولها: أن تعرف ربك ومفادها وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف. وثانيها: أن تعرف ما صنع بك من النعم التي يتعيّن عليك لأجلها الشكر والعبادة. وثالثها: أن تعرف ما أراد منك: فيما أوجبه عليك وندبك إلى فعله لتفعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب. ورابعها: أن تعرف ما يخرجك من دينك، وهي أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة الله فتتجنّبه).
ما ذكره الامام الكاظم عليه السلام في النقطة الاولى فقد جاء (من عرف الله فقد عرف نفسه). قال الله تعالى "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ" (الشورى 19) والله لطيف خبير كما ورد في ايات (الحج 63)، و (لقمان 16)، و (الانعام 103)، و (الاحزاب 34)، و (الملك 14).
اما النقطة الثانية لكلام الامام موسى بن جعفر عليه السلام فعلى المؤمن ذكر نعمة الله كما جاء في الايات المباركة (البقرة 40)، و (البقرة 47)، و (البقرة 122)، و (البقرة 231)، و (ال عمران 103)، و (المائدة 7)، و (المائدة 20)، و (ابراهيم 6)، و (الاحزاب 9)، و (فاطر 3). قال الله عز وجل "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى 11). والنعمة والعبادة لهما علاقة مع بعضهما البعض كما قال الله سبحانه "وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (النحل 114). وعن شكر النعمة قال الله جل جلاله "قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ" (النمل 19) (الاحزاب 15).
والنقطة الثالثة التي بينها الامام الكاظم باب الحوائج عليه السلام فعلينا ان نعبد الله وهو واجبنا اياه سبحانه كما قال عز من قائل "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات 56) فاذا عبدته حق عبادته حصلت على الثواب الجزيل، وذلك يتطلب الصبر "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ" (مريم 65).
اما النقطة الرابعة التي ذكرها الامام عليه السلام فهي الخروج عن الدين يعني الخسارة كما قال الله سبحانه وتعالى "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (ال عمران 85) واهمها الشرك بالله "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الزمر 65). وان لا يتبع الانسان هواه كما جاء في الحديث الشريف (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به). واتباع الله وكتابه ورسوله وعدم الاستزهاء بها "قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ" (التوبة 65).
https://telegram.me/buratha