الدكتور فاضل حسن شريف
تمسك الحسين عليه السلام بالمواثيق والعهود كونه مصداق لايات القرآن التي تقول "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (المؤمنون 8) و " وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" (الاسراء 34).
واتبع الحسين عليه السلام ايات القرآن في الوفاء بالعهود "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" (الاحزاب 23) فلم ينقض العهد مع معاوية حتى تمضي مدة العهد. وعندما دعاه اهل الكوفة قال لممانعيه من الذهاب الى الكوفة (ان بيني وبين القوم موعدا اكره ان اخلفهم). وهذا مما احزن الحسين عليه السلام عند نقضهم العهد حين قال (تباً لكم أيّتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم، حين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين. أَلا لعنة الله على الظالمين الناكثين، الذين ينقضون الأيمان بعد التوكيد) "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" (النحل 91). وفي نفس الوقت لعن عليه السلام ناقضي العهود المفسدون في الارض "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25).
وقد جابه الامام الحسين عليه السلام قادة فرق جيش يزيد الذين كاتبوه القدوم وقال لهم (يا قيس ابن الاشعث ويا زيد بن الحارث ويا شبث بن ربعي ويا حجار بن ابجر، الم تكتبوا الي ان قد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجندة، فاجابوه لم نفعل، فقال لهم: سبحان الله بلى والله لقد فعلتم) فهؤلاء قادة يزيد خونة العهود كما هو يزيد وجده وابيه.
https://telegram.me/buratha