الدكتور فاضل حسن شريف
المنزل مكان النزول واقله بيتان. الدار أوسع من المنزل، والمنزل أوسع من البيت. ويأتي معنى المنزل ايضا استقرار ومكان اقامة الانسان. والنزل هو المنزل الدائم و المؤقت كما يسمى في الوقت الحالي الفندق بالنزل احيانا. والنزل الدائم كما قال الله جل جلاله "تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" (ال عمران 198). وقد تكون حالة وقتية لحاجة حيث قال عز وجل "أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ" (ال عمران 124) و "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ" (المائدة 112).
ومن الايات التي فيها نزل تعني اقامة وضيافة قوله تعالى "هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ" (الواقعة 56) (القصص 38)، "نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ" (فصلت 32)، "كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا" (الكهف 107)، "تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" (ال عمران 198)، "أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (السجدة 19)، "إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا" (الكهف 102)، "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ" (الصافات 62). فالنزل اما ان يكون مكان يريح النفس كالجنة في الاخرة او الفندق في الدنيا او مكان فيه العذاب كجهنم في الاخرة والسجن في الدنيا. روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله). و عن النبي صلى الله عليه واله انه قال (ثلاثة لا يتقبل الله عز وجل لهم بالحفظ رجل نزل في بيت خرب، ورجل صلى على قارعة الطريق، ورجل ارسل راحلته ولم يستوثق منها). لذلك فعند النزول الى مكان للمبيت ان يكون آمنا.
وقد نهى النبي صلى الله عليه واله من بنى منزلا للرياء والسمعة (من بني بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الارض السابعة، وهو نار تشتعل، ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار، فلا يحسبه شيء منها دون عقرها الا ان يتوب، قيل : يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال : يبني فضلا على ما يكفيه، استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه). و عن ابي عبدالله عليه السلام قال (من بنى فوق مسكنه كلف حمله يوم القيامة). وهذا لا يعني ان لا يكون واسعا لنفسه حيث قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم و (ان من سعادة المرء المسلم ان يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات دين، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع). وعن الصادق عليه السلام انه قال (من سعادة المسلم المسكن الواسع) و في هذه الحالة ان يكون متواضعا وخاصة للشخص غير القادر على شراء منزل واسع.
وجاء النهي عن وضع التماثيل في البيوت او المنازل. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من مثل تمثالا فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ). قال رسول الله صلى الله عليه آله (أتاني جبرئيل وقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت، قال أبوبصير: فقلت: ما تزويق البيوت؟ فقال: تصاوير التماثيل).
وعندما صعد نوح عليه السلام السفينة دعا ربه كما قال الله تعالى "وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ" (المؤمنون 29).وهو دعاء عام يدعو به الانسان عند نزوله الى مكان. وروي عن علي عليه أنه كان إذا دخل المسجد قال (اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين).
https://telegram.me/buratha