الدكتور فاضل حسن شريف
من معاني العبادة الالوهية فقد جاءت بعشرات الايات القرآنية منها قوله تعالى " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ" (هود 50) (هودد 61) (هود 84) (المؤمنون 23)، و "أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ" (هود 2) (هود 26)، و "وَسْـَٔلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَٰنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ" (الزخرف 45). ومن مفاهيم العبودية الطاعة حيث قال الله تعالى "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُواْ ٱلشَّيْطَٰنَ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (يس 60) نزلت الاية لان الناس كانوا يطيعون الشيطان ولا يعبدوه بمفهوم الالوهية. هناك فرق بين العبادة والعبودية، فالعبادة لا تصح الا للاله الخالق وهو الله تعالى عند الاديان السماوية ومنها دين الاسلام ، ولا يعبد اله سواه والا فمن عبد غيره فقد كفر واشرك.
وعبودية الرق للبشر يعني طاعة البشر الذين يسمون عبيد ومفردها عبد كما قال الله تعالى "الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ" (البقرة 178). فمن الاولى ان تكون عبودية الرق للرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم كما قال الله جل جلاله "مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّه" (النساء 80) فالناس هم عبيد محمد الرسول، والانسان هو عبد محمد اي مطيعه. وكذلك عبودية الرق لاولي الامر الذين يمثلهم ائمة اهل البيت عليهم السلام الذي قال عنهم الله تعالى "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59) فلا ايمان بدون ان يكون المؤمنون عبيد لله عبادة الوهية وعبيد للرسول وائمة اهل البيت عبودية رق. فالمؤمن هو عبد محمد وعبد علي وعبد للحسين وعبد للحسن وهكذا بقية ائمة اهل البيت عبودية رق. وغير المؤمنين هم عبيد رق للشيطان "يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُواْ ٱلشَّيْطَٰنَ" (يس 60) وعبيد رق للطاغوت "وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ" (المائدة 60).
وعند الزيارة يقول الزائر (عبدك وابن عبدك) اي اني مطيع لك. وهكذا عندما يقول الابن لابيه انا عبدك يعني انا اطيع اوامرك، وهذا مطلب رباني "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (البقرة 83) (الاسراء 23) (النساء 36) (الانعام 151) عدا ما يناقض مع شرع الله فلا تطعهما "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا" (العنكبوت 8).
ومن يرفع مقام نبي او امام الى حد الربوبية فهو من الغلو الذي نهى عنه الاسلام كما قال الله تعالى "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوْا فِيْ دِيْنِكُمْ وَلاَ تَقُوْلُوْا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ" (النساء 171) . قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام: (يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي: مُحبٌ مفرط ومبغض مفرط، وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم عليه السلام من النصارى. قال الله تعالى: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)" (المائدة 116-117) ثم قال: فمن ادّعى للأنبياء ربوبية، وادّعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة، فنحن منه براء في الدنيا والآخرة).
https://telegram.me/buratha