السلام عليكم ورحمة الله اخوتي الاعزة اخواتي الكريمات
تقبل الله اعمالكم وطاعاتكم واسأله أن يرزقنا وإياكم من كرامة قبول الاعمال واجابة الدعاء في هذه الليلة المباركة، وان يجعلنا واياكم من اهل السعادة بحسن الولاء والانقياد لمولودها العظيم صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه، وأن يمنّ علينا بما يمنّ به على الصالحين من عباده، ويكتب لنا واياكم حسن العاقبة على طريق اصفيائه من الائمة الطاهرين والذرية المطهرين من ال طه وياسين.
هذه الليلة من الليالي الخاصة جداً عند الله وهي تأتي من حيث العظمة بعد ليلة القدر، فاجتهدوا في ان لا يراكم الله فيها من الغافلين او العابثين او اللاهين، واعلموا ان كل اقبال لكم على طاعة الله هو التوفيق بعينه، وكل لهو عن ذلك هو الحرمان من التوفيق، واعوذ بالله لي ولكم من ان نكون من المطرودين من رحمة الله، واوصيكم ونفسي بالسعي لإحيائها بذكر الإمام الحسين المظلوم صلوات الله عليه وكأنكم تحت قبته الشريفة عليكم سيماء الوقار وتزينكم مشاعر الولاء فبها والله المغنمة الكبرى ومعها تتزاحم الملائكة المكرمين عليكم لاسيما ملائكة الإجابة فهي تتصفح وجوه المؤمنين في هذه الليلة وتبشرهم بعظيم الجائزة وكريم العطية لهم من الله، ومن لم يستطع زيارته في ضريحه المقدس ولم يجد إلى ذلك سبيلاً فليفترش سجادة قلبه ويهفو بها الى قبر الحسين عليه السلام باشواقه وانفاسه ولو استطاع ان يذرف من عينه دمعة ومن قلبه شهقة فليفعل فهي علامة الوصول وكرامة القبول، ولو استطعتم ان تجعلوا زيارتكم هدية للسيدة أم الإمام السيدة نرجس عليها وعلى مولودها العظيم آلاف التحايا والسلام فلا تبخلوا فهي كرامة اضافية لكم والله وحسن ولاء.
ابدأوا ليلتكم بالصدقة ولتكن نيتكم فيها ذكر للإمام روحي فداه، واجعلوها سبيلاً لنجواكم مع إمام زمانكم، فالله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وهي سنة عظيمة لم يفعلها مع الرسول الاعظم صلوات الله عليه واله الا الامير عليه السلام وتقاعس عنها الأصحاب، فبادروا لإحيائها استنانا بسنة إمامكم ومقتداكم.
واعلموا ان هذه الليلة فيها تتفتح عوالم الأنوار ولا يلج الى هذه العوالم من اركس نفسه في الذنوب واطاح بها في الآثام، ولذلك اتخذوا منها مركباً للغفران وسبيلاً للتوبة واقبلوا على حفيد الرسول الاعظم وامتداده وبقيته بقلوب تائقة ونوايا تائبة ومشاعر نادمة طلباً لغفران الله فقد قال الله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} ولعل افضل وسيلة للتوبة واسرع للغفران بعد العزم على الأوبة هو ان تغفروا خطايا اخوانكم بحقكم فحاشا لله ان يجدكم تغفرون لعباده ولا يبادركم بالمغفرة، وحاشا للإمام روحي فداه ان يجد رغبتكم في نزع الغل والغضب من قلوبكم على شيعته ولا يبادركم بشمولكم بالعطف والرأفة، ومن فاز بذلك فطوبى له ولنعم الفوز ما فاز به.
ولا تغفلوا صيام يوم غد فانه احد القربات المعظمة عند الله.
اخوتي الاعزة اخواتي الكريمات
هذه الليلة هدية عظيمة لكم من الله تعالى فلا تفرطوا فيها فابواب الرحمة مفتوحة ومظان الإجابة مهيئة وسحائب الرأفة الإلهية ماطرة، وجوائز الكرامة دانية فابتدروها ولا تفوتوا حظوظكم منها، واخلعوا رداء العجز ولباس الكسل وغطاء الغفلة وحجاب اللهو عنكم واهرعوا الى أنعم الله جل وعلا وشفاعة الرسول المعظم صلوات الله عليه وآله، واتخذوا من الآل المطهرين وسيلة لذلك لاسيما امام الرحمة ومنقذ الامة بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين واجداده الطيبين.
اللهم اشهد علي وأشهد ملائكتك وأنبيائك وأوليائك وأصفيائك وكل ما بين أرضك وسمواتك، أني موال لمن والى إمامي المنتظر روحي فداه محب لمن أحبه ومعاد لمن عاداه مبغض لمن أبغضه وتنكر له وجفاه، وأن كل حق لي برقبة من له حظ بولاية الامير عليه السلام قد اسقطته وأشحت عنه، واجعل ذلك وصلاً ومحبة وقربة لسيدي ومولاي الإمام الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين.
جلال الدين علي الصغير
https://telegram.me/buratha