الدكتور فاضل حسن شريف
اما عن السنة والروايات فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (من تعلمت منه حرفاً صرت له عبداً). وكما جاء في بحث السيد جعفر مرتضى العاملي: في الصحابة أناس كثيرين لهم أسماء تتوافق مع التسمية باسم عبد علي، وعبد الحسين، ونذكر من ذلك على سبيل المثال بعض من ذكرهم صاحب الإصابة، ولم يستطع أن يثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وآله قد غير أسماءهم مثل: 1 ـ عبد رضا (أبو مكنف) 2 ـ عبد شمس بن الحرث بن كثير بن جشم 3 ـ عبد شمس بن عفيف بن زهير 4 ـ عبد عمرو بن عبد جبل الكلبي 5 ـ عبد عمرو بن نضلة الخزاعي 6 ـ عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجريشي 7 ـ عبد عوف بن الحرث بن عوف الأهمسي 8 ـ عبد قيس بن لاي بن عاصم 9 ـ عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث 10 ـ عبد يزيد بن هاشم بن المطلب 11 ـ عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي 12 ـ عبد الجد بن عبد العزيز الأزدي 13 ـ عبد الحجر بن سراقة 14 ـ عبد خير بن يزيد 15 ـ عبد القيس اليمامي الحنفى.
وقف رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم وهو يقول: أنا النـبـيّ لا كذب أنا ابـن عبد المـطّـلب، ولو كان اسم عبد المطلب اسم من اسماء الكفر والشرك بالله لقال غير ذلك. والمطلب ليس من اسماء الله الحسنى بل هو اسم شخص حيث كان جد الرسول مملوكا لعمه الذي اسمه المطلب.
قال الله تعالى "وَأَنكحوا الأَيَامَى منكم وَالصَّالحينَ من عبَادكم" (النور 32) وفي الاية الحث على تزويج العبيد والارقاء، فتعبير عبادكم لا يشير الى الكفر والشرك. والعبد عند العرب يعني الخادم كما قال الشاعر: وإني لعبد الضيف ما دام نازلاً عندي وما لي خلة سواها تشبه العبدا. فاسم عبد الحسين يعني خادم الحسين وهذا شرف لاي انسان حر لا يقبل الضيم.
العبودية تأتي ايضا بمعنى ملكية الشئ، فالله تعالى مالك كل شئ والله هو الذي يعطي ملكه من يشاء من عباده "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (ال عمران 26).
العبد اسم مشترك كما ولي ومولى مشترك بين الله والرسول والامام، فولاية الرسول والائمة من ولاية الله. والسيد كذلك اسم مشترك بين الله والرسول والائمة فالله سيد السادات، ومحمد سيد الانبياء والرسل، وعلي سيد الوصيين. وهكذا رب اسم مشترك فنقول رب العالمين او الرب وهو الله، ورب العائلة وهو الاب. وبعض الاسماء الحسنى مشتركة بين الله وعباده فالله هو العزيز، وشخص يسمى عزيز كما جاء ارحموا عزيز قوم ذل.
روي أن حبراً من الأحبار قال لعلي عليه السلام: أفنبي أنت؟ فقال عليه السلام: (انما أنا عبد من عبيد محمد) وفي روايات ان ذلك حصل بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم. فاذا علي عبدا لمحمد والمقصود هنا محمد خاتم الانبياء فهي سنة حسنة لان يتبعها الاخرون. فالناس عبيد لمحمد صلى الله عليه واله وسلم بمعنى لزوم طاعته فهو اولى من طاعة العبيد لاسيادهم. وبالمثل فان نسل النبي واله عليهم السلام يسمون سادة احتراما وتقديرا لنبيهم المصطفى واله عليهم السلام، وهو الذي امرنا بموالاة علي لقوله يوم الغدير: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. يقول الامام الرضا عليه السلام: الناس عبيد لنا في الطاعة، موال لنا في الدين. جاء عن ابن منظور في لسان العرب: وأصل العبودية: الخضوعُ والذلّ.
وقد جاء الاسلام لازالة ظاهرة الرق والطاعة العمياء للاخرين فلا يصح ان يكون الانسان عبدا للاخر، وقد جاء (متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتُهم أحرارا). فلا يجوز بل في روايات يحرم ان يكون الانسان عبدا لاخر الا ان يكون عبدا للانبياء والائمة الطاهرين عليهم السلام في حياتهم وبعد مماتهم كما امرنا الله تعالى بالايمان بهم وطاعتهم والصلاة عليهم كما قال الله جل جلاله "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الاحزاب 56).
https://telegram.me/buratha
