علي تميم
ورد اسم السفياني في الكثير من روايات اهل البيت عليهم السلام و قد اشارة بعض الروايات الى حتمية وقوع هذه العلامة السابقة للظهور الشريف .
و منها ما ورد عن عبد الملك بن اعين قال : كنت عند ابي جعفر (ع) فجرى ذكر القائم عج
فقلت له : ارجو ان يكون عاجلاً و لايكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه. (١)
هنا يشير الامام الى حتمية وقوع علامة السفياني بشكل قطعي بحيث تصدى للقسم على هذا الامر ،
و كذا ورد في رواية اخرى تحدثت عن حتمية السفياني و تحديد زمان خروج السفياني ،
عن الامام الصادق (ع) قال : السفياني لابد منه ولا يخرج إلا في رجب. (٢)
حيث حدد حتمية السفياني و زمان خروجه في شهر رجب ،
بعد ان تبين لنا حتمية خروج السفياني السابق للظهور الشريف ، علينا ان نتعرف على الصفات الجسمانية و العقائدية لهذا الرجل .
حيث ورد عن امير المؤمنين (ع) قال: هو رجل ربعه وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه اثر جدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة و هو من ولد ابي سفيان . (٣)
في الرواية توصيف جسماني للسفياني صاحب وجه متجعد و جبهته كبيرة ، الى اخر الصفات المذكورة ،
و كذالك ورد اسم رمزي للسفياني ( عثمان و أبوه عنبسة ) لو رجعنا الى اشهر شخصية تاريخية بأسم عثمان سوف نجد ان عثمان بن عفان كان اشهر شخصية تاريخية بهذا الاسم ، حيث يتصف بأنه ثالث حاكم من نمط حكم معيا ، بقي اسم عنبسة لو وضعناه في معجم اللغة العربية سوف نجد معنا هذا الاسم يشير الى الاسد العبوس بعد فك رمزية هذا الاسم يصبح لدينا (ثالث حاكن و اسد عبوس ) فتأمل .
و في حديث اخر عن امير المؤمنين (ع ) في حديث طويل حتى قال: عمره طويل وشره غزير و رجاله ضراغمة. (٤)
بعد معرفتنا بطول عمر السفياني يتبين لنا جليا سبب وحشية وجه السفياني و ضخامة هامته ،
اما بخصوص عقيدة هذا الرجل و انتمائه الديني فيمكننا التعرف عليها من خلال الروايتين التاليتين ،
عن الامام الباقر (ع) قال: السفياني أحمر أشقر أزرق ، لم يعبد الله قط ولم ير مكه والمدينة قط ، يقول ربي ثاري والنار . (٥)
حيث يتضح من خلال هذه الرواية ان هذا الرجل لايبالي بالجانب الديني مطلقا ، من خلال قرينة انه لم يعبد الله قط ، وكذلك همه الوحيد طلب الثار ، و من خلال طرية كلامه مع الله ، ربي ثاري والنار يتضح لنا انه من الذين يؤمنون بوجود النار ، حيث يرشدنا هذا الى ان الرجل ينتمي الى احد المكونات الدينية ، و لاكنه يتخذ صفة العلمانية فتأمل . بعد هذا سيتضح لنا اقبال السفياني من احدا الدول الرومية على الشام لطلب الثار عن الامام الباقر (ع) قال : يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا ، في عنقه صليب ، و هوه صاحب القوم . (٦)
و هنا يشير الامام الى ان السفياني الذي اقبل على الشام هو صاحبهم .
و كذلك تشير هذه الرواية الى مرحلة عودة السفياني من بلاد الروم استعداد لمرحلة الخروج في رجب من الوادي اليابس ، التي سوف نشير اليها .
فيتضح مما تقد ان السفياني رجل من الشام قد طرد منها و يعود لطلب الثار ،
بعد ان اتضح لنا عدم اهتمام السفياني بالجانب الديني ، و من خلال الرواية التالية يتضح لنا ان السفياني ليس من النواصب كما يعتقد البعض ،
عن الامام الباقر (ع) قال : وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، هو من العلامات لكم ، مع ان الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا او شهرين بعد خروجه ولم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم .(٧)
من خلال هذا الحديث وبقرينة قتل السفياني لعدونا وهم النواصب يتضح عدم ناصبية السفياني فلو كان منهم لما قتلهم ، و في تكملة الحديث يشير الامام الى ان هذا الرجل فاسق
حيث يتضح لنا مما تقدم ان السفياني رجل علماني ، ينتمي الى احدا المكونات الدينية ما خلا المكون الناصبي ، يهدف الى طلب الثار من اعدائه في الشام و يقبل من دولة نصرانية و يكون في عنقه بيعة لهم ، وبعد وقوف النواصب في وجه مشروع السفياني ، سوف يقضي عليهم ، نأتي الى مرحلة خروج السفياني مكانياً
حيث ورد عن الامام الباقر (ع) قال: يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس ، يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود ، يعرفون في لوائه النصر ، يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا ، ولايرى ذالك العلم احد إلا أنهزم . (٨)
في هذه الرواية اشار الامام الى مكان خروج السفياني من الوادي اليابس، ( منطقة درعا حاليا) حيث يخرج معه بسعة نفر من قادة الشام بينهم رجل معه لواء، شديد في الحرب معقود عليه النصر في المعارك ، حيث يتضح معرفة اهل الشام المسبقة بهذا الواء ومشهور في النصر وحسم المعارك ، و هنا لابد ان نشير الى قوة شخصية السفياني و مكانته السابقة الكبيرة في الشام قبل خروجه منها ، بحيث في اول خروجه يبايعونه سبعة من القادة الكبار و ينقادون اليه، حيث يتضح انه اعلى شان منهم و يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا لايرى احد ذالك العلم أحد إلا انهزم، هنا نجد اشارة الى المعرفة المسبقة لأهل الشام بهذا القائد الذي يستخدم الوحشية في قمع الاعداء بحيث انهم عندما يرون هذا العلم على بعد ثلاثين ميلا يبادرون الى الهرب .
نأتي الى مرحلة خروج السفياني زمانياً
عن الامام الصادق (ع) قال: السفياني من المحتوم ، و خروجه في رجب، و من اول خروجه الى اخره خمسة عشر شهراً ، ستة اشهر يقاتل فيها ، فأذا ملك الكور الخمس ملك تسعة اشهر ولم يزد عليها يوماً . (٩)
في هذه الرواية يتبين ان مدة خروج السفياين في جميع مراحلها خمسة عشر شهرا ،
ستة اشهر يقاتل فيها في داخل الشام حيث يقاتل الابقع و الاصهب و ينتصر عليهم و يقضي على خصومه في قرقيسياء ، حيث انه في هذه المدة بعد ان جمع الكور الخمس ملك حكما لمدة تسعة اشهر في مدة التسعة اشهر المتبقية يدخل العراق و سوف نتحدث عن هذه المرحلة في وقت لاحق
-----------------
(١) غيبة النعماني ص ٣١١
(٢) غيبة النعماني ص ٣١٣
(٣) كمال الدين وتمام النعمة ص ٦٧٩
(٤) الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب ص١٦٢
(٥) غيبة النعماني ص ٣١٦
(٦) غيبة الطوسي ص ٢٧٨
(٧) غيبة النعماني ص ٣٠٩
(٨) كتاب الفتن لابن حماد ص ١٠٦
(٩) غيبة النعماني ص ٣٠٨
https://telegram.me/buratha