الدكتور فاضل حسن شريف
ومن الازهار المذكورة في القرآن الريحان نبات مُعمّر وذات رائحة طيبة جداً، وقد كان ينمو فوق قمم الجبال في شبه الجزيرة العربية و يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه حتى ينمو. قال تعالى "وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ" (الرحمن 12)، و "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ" (الواقعة 89) فهو من نعيم الجنة. وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال (من عُرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة). وقد ورد كلمة وردة في القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى "فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ" (الرحمن 37).
ومن الاشجار التي تحوي على ازهار مميزة الخردل وهو نبات حولي عشبي يصل ارتفاعه إلى حوالي متر وهو غزير التفرع وخاصة الأغصان الموجودة في قمة النبات. أوراقه بسيطة متبادلة وهي مفصصة الأزهار صفراء اللون توجد على هيئة عناقيد. وقد ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى "حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الانبياء 47) وحبة الخردل هي بذرة نبات الخردل.
والسدر الذي يسمى النبق من النباتات التي اوراقها كثيفة عالية وأزهارها خضراء و تستطيع العيش في الصحراء وتكثر في الجزيرة العربية والشام "وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" (سبأ 16) و "َوأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ" (الواقعة 27- 28)، و هي من اشجار الجنة "عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى" (النجم 14)، و "إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى" (النجم 16).
ومن الايات التي لها علاقة بالازهار هداية النحلة إلى امتصاص رحيق الأزهار حيث قال الله سبحانه "قَالَ رَبّنَا اَلَّذِي أَعْطَىٰ كُلّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ" (طه 50). وجد ان الطين ألمسنون غنيّ بالمواد المساعدة علي نمو الازهار "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" (الحجر 26).
وقد وجد الفقهاء ان للوقت والزمن اهمية في الدين والطبيعة فان ربط بعض الأمور ببعض الأزمنة منها الأزهار بالربيع وهي من ايات الله. ان الازهار لها رائحة قد تصل ان بعض الازهار عند شمها تفطر الصائم.
من اكتشافات مدينة اور الاثرية جنوب العراق والتي يرجع تأريخها الى العصر السومري جواهر الملكة شبعاد ، وهى جواهر على أشكال أزهار وفاكهة من الذهب مرصعة بالأحجار الكريمة ومنقوشة نقشا دقيقا. وهذا يدل ان للازهار اهمية في العصور قبل الاسلام. ومن الدراسات عن الاديرة المنتشرة قبل الاسلام في منطقة النجف بالعراق معروفة ببساتينها الواسعة وأزهارها إذ كانوا يزرعون فيها الورد والعذراء والخزامى والأقحوان والبنفسج.
من فوائد الازهار: تعمل كمضاد للجروح والإلتهابات والأمراض، وتقوم بعلاج حالات التسمم الناتجة عن تناول طعام سام، تدخل في صناعة أدوات التجميل، مضاد للفيروسات بغض النظر عن نوعها. مضاد اكتئاب لان الازهار تثير البهجة والراحة والاسترخاء، تحسن المزاج، وترفع الثقة بالنفس، تدخل في صناعة الأدوية، مثل زهرة القرنفل التي لها فوائد عديدة منها تخفيف آلام الأسنان، تدخل في الاعشاب الطبية، وصناعة الزيوت المخففة للالام والالتهابات، تستخدم في صناعة العطور و ماء الورد وماء الزهر، تضاف للحلويات والمشروبات لاعطائها طعما لذيذا، تداوي الالتهابات، تعمل على خفض حرارة الجسم العالية.
وللرياح علاقة بتلقيح الازهار كما جاء في قوله سبحانه "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" (الحجر 22) وأثبتت الرياح في الدراسات العقود الاخيرة انها تقوم بالتلقيح للنباتات بنقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار
https://telegram.me/buratha
