الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185) الآية الوحيدة التي ذكر فيها اسم رمضان في القرآن الكريم مسبوقا باسم شهر. لذلك فان رمضان يسبق بكلمة شهر عند ذكره لان مفسرين يقولون ان رمضان لوحده من اسماء الله سبحانه، فعند الاشارة الى شهره فعلى المسلم ان يسبق رمضان بكلمة شهر كما ورد في الاية المباركة.
اما كلمة شهر وردت في عدد من الآيات المباركة قال الله سبحانه وتعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ" ﴿البقرة 185﴾، و "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ﴿البقرة 185﴾، و "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ" ﴿البقرة 194﴾، و "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" ﴿البقرة 197﴾، و "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ" ﴿البقرة 217﴾، و "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ" ﴿٢٢٦ البقرة 226﴾، و "يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا" ﴿البقرة 234﴾، و "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ" ﴿النساء 92﴾، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ" ﴿المائدة 2﴾، و "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ" ﴿المائدة 97﴾، و "فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ" ﴿التوبة 2﴾، و "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" ﴿التوبة 5﴾، و "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ" ﴿التوبة 36﴾، و "إحَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" ﴿الأحقاف 15﴾، و "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا" و ﴿المجادلة 4﴾، إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ" و ﴿٤ الطلاق 4﴾، و "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ" (سبأ 12)، و "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ﴿القدر 3﴾.
اشار الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السَّلام في دعائه عن مصطلح الشهر الذي له علاقة بشهر رمضان (وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ ، وَ سَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إِلَى رِضْوَانِهِ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ، فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ). يلاحظ في الدعاء ان يحمد الانسان ربه على قدوم شهر رمضان الذي جعله احد سبل احسانه. ويتصف شهر رمضان بانه شهر الصيام والاسلام والطهور والتمحيص والقيام ونزول القرآن، وهو افضل الشهور، وفيه ليله افضل من ليالي الف شهر.
ان اعمال شهر رمضان تعتمد على قدرة الانسان اولها قراءة القرآن الذي هو رسالة الله تعالى الى الانسان ونور في حياته وقبره وفي عالم البرزخ والاخرة وقراءته تجلي القلوب من الصدأ والقراءة في شهر رمضان اكثر ثوابا من بقية الاشهر. وثانيا الدعاء وهو مخ العبادة كما قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ" (الانفال 24) و "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ" (الفرقان 77) و "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة 186) وتراث اهل البيت يحوي ادعية كثيرة منها دعاء ابي حمزة الثمالي و مناجات زين العابدبن ودعاء السحر للامام الرضا عليه السلام. وثالثا في هذا الشهر يتضاعف اجر العطاء المادي والعلمي وحضور الصلوات والمجالس وكل حسب قدرته. ورابعا صلة الرحم كما اوصى بها الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وكما جاء في الاية "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" (محمد 22).
وقد وردت اهمية المكان والزمان والاشخاص في القران الكريم. فمن امثلة اهمية الزمان شهر رمضان كما جاء في آية شهر رمضان "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" (البقرة 185) الذي فيه نزل القرآن ووجوب صيامه، و فيه ليلة القدر التي لها افضلية على بقية الليالي كما قال الله تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)" (القدر 1-3).
https://telegram.me/buratha