سجاد رائد
الكثير من المؤمنين والمؤمنات ينتظرون الفرج بالظهور الميمون للأمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) ولكن قد لا يعلم الكثير صعوبة الوصول الى المقومات الاساسية لذلك الفرج العظيم، لكي نصل الى هذا المقومات نحتاج الى الرحمة الإلهية التي تنير طريق المنتظرين وكما نحتاج الى الابتلاء الذي يمكن الانسان المنتظر من الوصول الى مرحلة ترك المغريات الدنيوية والاتجاه الى الانتظار، والتمهيد، والنصرة، والبذل، والطاعة المطلقة للإمام صلوات الله عليه.
هناك ركنين أساسيين ترتكز عليهم عملية الانتظار والتمهيد للإمام عج لأبد ان نشير اليهما لكي يتسنى لنا الوصل الى ذلك الفرج العظيم وهذين الركنين يمكن ان يشكلان خارطة توصل المؤمنين الى الاستحقاقات المطلوبة لذلك الفرج العظيم
الا وهما:
١-العمل بتكليف العام وما يستوجب من الالتزام بالشريعة الاسلامية والعمل بالواجبات والابتعاد عن المحرمات التي حذرنا منها اهل البيت عليهم السلام والتمسك بالمرجعية الرشيدة التي تكون سبيل النجاة للمؤمنين في فتره الغيبة الكبرى.
٢-العمل بتكليف الخاص الا وهو التمهيد المباشر للإمام عليه السلام من خلال معرفة علامات الظهور الشريف وتعريف المؤمنين بها لكي يتمكنوا من تأسيس القاعدة الشعبية المناصرة للامام روحي فداه ومعرفة رايات الهدى التي ينبغي نصرتها والابتعاد عن رايات الظلاله التي ذكرتها الروايات الشريفة وتشخيص الفتن وعدم الوقع بها.
بعد ما حددنا الركنين الأساسيين في عملية التمهيد والانتظار للإمام عج، لابد من العمل بهما لكي يتمكن المؤمن المنتظر من تهيئة نفسه واصلاحها، و العمل على رفع مستوى البصيرة لديه من خلال دراسة ومتابعة علامات الظهور، وبعدها يبدأ بأصلاح أسرته واصدقائه وصولًا الى المجتمع، ويبدا برفع مستوى البصيرة لديهم من خلال حثهم على دراسة ومعرفة علامات الظهور لكي يستعدوا ويكونون ذو بصيرة ويصنعون من انفسهم انصار حقيقيون لا تلهيهم الدنيا عن نصرة أمام زمانهم، و لكي يتلافوا ما وقع به المسلمون من أخطاء سابقة في زمن الائمة عليهم السلام حيث كان لقلة الوعي والبصيرة لدى المسلمين وعدم استعدادهم لنصرة الحق سببًا اساسيا في ما جراء من مصائب وويلات على اهل بيت عليهم السلام وشيعتهم على مدار التاريخ، و ماتسبب ايضا في غيبة الإمام روحي فداه وذلك لعدم استعداد المسلمين من نصرة الأمام عج على مر العصور وانغماسهم في ملاذات الدنيا وشهواته التي ابعدتهم عن الإمام صلوات الله عليه.
أذن لأبد ان يكون المنتظر ذو بصيرة وهذا البصيرة لا تأتي الا من خلال متابعة ودراسة علامات الظهور التي تكون حصنا حصين لهم من الوقوع بالفتن التي تقترن بزمن الغيبة وعصر الظهور، فاذا كان المنتظرون عديمي البصيرة فلا فائدة من انتظارهم، دون البدء برفع مستوى البصيرة الذي ياتي من خلال معرفة ودراسة علامات الظهور التي تنجيهم من ارهاصات عصر الظهور التي بدأت علاماته وأحداثه بالتسارع، فالإمام المهدي (روحي فداه) لايريد أنصارًا منعدمة بصيرتهم، يخذلوه بأول فتنة يفتنون به ويفعلون معه كما فعل المسلمون سابقًا مع جده أمير المؤمنين علي ابن إبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) في معركة صفين من عصيان لأوامر امير المؤمنين (ع) والانقلاب عليه.
فكأن لقلة البصيرة وضعف الأيمان وحب الدنيا واتباع الهوى والشهوات وعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغضاء والأنانية وحب الذات، دورًا كبيرًا في الانحراف وعدم الانصياع لأوامر المعصوم بل وأدت الى الخروج على المعصوم ومحاربته، أذن على المؤمنين المنتظرين التخلص من كل الملكات السيئة التي تجعل بينهم وبين فرج الامام روحي فداه جدار سميكًا، فنحن اليوم بأشد الحاجة الى الرحمة الالهية التي تعمل على اعادة المنتظر الى عملية الانتظار ،بعد ما ابتعد عنها بما اقترفته يداها، وكذلك نحن بحاجة الى الابتلاءات ومنها العامة التي تصيب المجتمع لتعيده آلى المسار الصحيح وتعلم على التميز بين الصالح والطالح، وكما تبدا هذا الابتلاءات على حث المجتمع للبحث عن الفرج الذي يرتبط بالامام (عج) وما يقترن به من المتابعة والدراسة لعلامات الظهور لتنتج بعد ذلك مجتمع واعي وذو بصيرة ويعمل على التمهيد للامام عج، كما نحتاج الى ابتلاءات خاصة تصيب المؤمن لكي تعيد صياغة من الداخل لتجعله اكثر إيمانًا وصلابتنا وقوة وعزيمة لتمسك بطريق الإمام روحي فداه.
ما ذكرنا أعلاه من ركنين أساسيين من متطلبات واستحقاقات ذلك الفرج العظيم، لا يمكن لي من المسلمين الوصل اليهما الى من خلال الرحمة والابتلاء الالهيين التي تكون سببا في هداية الانسان الى طريق الحق والسراط المستقيم وتمكنه من الثبات على هذا الطريق الذي ينتهي بنا إلى الفرج العظيم والظهور الشريف للامام المهدي عج.
https://telegram.me/buratha