الصفحة الإسلامية

ثورة الحسين (ع) وقيامة المهدي (عج ) وحدة هدف وتكامل أدوار


ابو غدير الخفاجي

الإمام الحسين والإمام المهدي عليهما السلام، كلاهما امامين معصومين بالعصمة التكوينية، فالامام الحسين عليه السلام هو الإمام الثالث، والإمام المهدي(عج) هو الإمام الثاني عشر، وفق المذهب الامامي وهما مفترضا الطاعة على البشرية.

الإمام الحسين والإمام المهدي عليهما السلام، كلاهما ثائران ضد الظلم والطغيان، فالحسين عليه السلام ثار ضد الظلم الأموي والوضع الاجتماعي في حينه،  حيث عمل يزيد شارب الخمور الى طمس معالم الدين الحنيف ويريد ارجاع الناس الى الجاهلية، والإمام المهدي (عج) ثائر ضد الظلم والجور الذي سيملأ الأرض فيحررها من القيود المادية ويبسط القسط والعدل فيها.

فإن لظهور الإمام المهدي (عج) ولنهضة الإمام الحسين عليه السلام مفهومين اساسيين هما ( العدل والحق) وهما عبارة عن مرحلتين تتكامل فيهما فلسفة هذه العقيدة، وترشد سلوكيات الأفراد واخلاقهم بما يتلائم مع الشرع الحنيف والأهداف الانسانية، وحينئذ يصار إلى خلق مجتمع فاضل متحضر يسعى إلى تمثيل القيم والمثل في حركته العامة.

وهكذا فإن كل من الانتماء للمنهج الحسيني والانتظار، يمثلان تحديا لسلبية الواقع المنغمس في الشهوات،  فالانتماء جاء ليمثل انعتاقا من سلبية الوعي المهدوي ويحرر العقل ويعيد معايير القيم إلى المسار الصحيح، إذ إن الفكر الاصلاحي يعي إمكانية الخروج بالوعي من حالة السكون إلى حالة الإبداع والانتظار.

إن الحسين عليه السلام لم يستخدم المعجزة في واقعة الطف، وأنه لو استخدمها لكان في الإمكان قلب المعادلة له، وأيضا الإمام المهدي (عج) سوف لن يستخدم المعجزة إلا في حالة الضرورة، حيث يستخدم الاساليب الطبيعية في نهضته العالمية.

إن ثورة الحسين عليه السلام كانت مقدمة للثورة المهدوية، والإمام المهدي (عج) سيكمل هذه الثورة ويرفع راية ( يالثارات الحسين ) فكما للحسين عليه السلام فضلا في إصلاح الدين وتطبيق الاسلام المحمدي، ايضا الإمام المهدي (عج) سيقوم بتطبيق الاطروحة الاسلامية على أتم واكمل وجه.

بالفعل أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وقيامة المهدي (عج) تمثل وحدة هدف وتكامل أدوار، فكما كانت لثورة الحسين عليه السلام في واقعة الطف جولة دامية انتصر فيها الدم على السيف، كذلك نهضة الإمام المهدي (عج) هي الحاسمة المتممة لهذه الجولة التي ينتصر فيها الحق على الباطل ويطبق الدين الالهي في ارجاء المعمورة،  وينتشر العدل وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك