زينب الجبوري
الإمام المهدي (عج) هو أحد امتدادات الثورة الحسينية، فإن عاشوراء لا تعني تلك الحادثة التي وقعت في أرض كربلاء وانتهت بقتل الإمام الحسين ع وحرق خيامهِ وسبي عياله، بل أن عاشوراء تعني الصراع البشري بين الحق والباطل، وبين الأخيار والأشرار، وبين النور والظلام، وبين الإيمان والنفاق، وبين جنود الرحمن وجنود الشيطان، أذاً فهي معركة ممتدة لا يحدها مكان او زمان؛ ولهذا نلاحظ خلود عاشوراء بمعالمها وعوالمها ومظاهرها وظواهرها.
إن الله سبحانه وتعالى أراد أن يظهر دينهُ برجالهِ وبالمؤمنين والمؤمنات "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّٰلِحُونَ" وقد وعد تعالى انهُ سيظهر الدين كلهِ ولو كره المشركون.
العالم بانتظار تحقق ذلك الوعد الإلهي فلابد لأصحاب الحق وأرباب الحقيقة ان يرثواْ الأرض يوماً ما ويبسطواْ فيها عدلهم ويعزواْ بها دولتهم التي يعز الله بها الإسلام وأهلهِ ويذل بها النفاق وأهلهِ وهذا يعني أشراق الأرض بنور ربها.
إن ما تمر بهِ كافة البلدان من الظلم والفساد في الأوضاع الاجتماعية يجعل من ساكنيها تنتظر اليوم الذي يأتي بهِ المخلص الموعود.
هذا الانتظار العالمي والانتظار الشيعي بالأخص أنما هو مقدمة من مقدمات تحقق الوعد الإلهي وتشكيل حكومتهِ التي لازالت البشرية بانتظارها وسبب هذا الانتظار هو عدم امتلاء الأرض بالعدل بالرغم من نزول الكتب السماوية والانبياء والمرسلين ولكن لم تكن الأرض يوماً مظهر للعدل الإلهي، لكن انتظار الفرج لا يعني أيقاف طاقاتنا انتظاراً لذلك اليوم بل على العكس فأن الانتظار الحقيقي ذاك الذي يؤثر في أيجاد وضهور المخلص وهو العمل على الفرد والمجتمع والعالم.
المنتظرون المؤمنون يعملون على إصلاح النفس ثم يمهدون ليوم الضهور وهذا من منطلقات العاشور الحسيني والانتظار المهدوي وأولئك هم خواص الامام الحجة (عج)
هذا العمل والتمهيد في الأرضية للمخلص الموعود تعني أنه من الواضح عدم اشتمال المعاجز في كل شيء فأن عاشوراء سارت حسب الضوابط الطبيعية وهكذا ستكون الدولة المهدوية.
عاشوراء اليوم لها علاقة وطيده مع عاشوراء المهدي، وهذا يعني أن الهدف من الثورة الحسينية هو ضهور الامام المهدي عج في آخر الزمان ليحكم الأرض ويملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
الثورة المهدوية في آخر الزمان هي امتداد وديمومة للثورة الحسينية ومنطلقاتها والإمام المهدي عج هو المنتقم الحقيقي لدم سيد الشهداء عليه السلام.
إن الأنبياء والاوصياء من آدم إلى خاتم النبيين إنما هم بمنزلة العلة المحدثة للإسلام، اما العلة المبقية للنبوة والإمامة هو الامام الحسين ع، ولكن زبدة العلتين المحدثة والمبقية تتجلى في أخر الأوصياء فهو سرٌ يمتد من تلك الأسرار وأن بضهورهِ يتحقق حلم جميع الأنبياء والاوصياء وهو القيام بدولة الحق والعدل الإلهي.
https://telegram.me/buratha