الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: السلطة في الإسلام لو لم يكبح جماحه: من الطبيعي أن يجري الله عز وجل في دين الإسلام القويم تشريعاً على سنن الأديان السابقة، فلا يتركه بعد ارتحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرفيق الأعلى عرضة للاختلاف والاجتهادات المتضاربة، بل يوكله للمعصومين الذين يؤمن عليهم الخطأ والاختلاف. بل هو أولى من الأديان السابقة بذلك بعد أن كان هو الدين الخاتم، الذي لا ينتظر أن يشرع بعده دين ونبوة تصحح الأخطاء والخلافات التي تحصل بين معتنقيه، كما تصدى هو لتصحيح الأخطاء والخلافات التي حصلت بين معتنقي الأديان السابقة عليه. قال سبحانه: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (المائدة 15) إلى غير ذلك. وقد كان المعصومون، الذين أوكل الله تعالى دينه العظيم إليهم، وجعلهم مرجعاً للأمة فيه، هم الأئمة الاثني عشر من أهل البيت، أولهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم إمام العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين. ولسنا الآن بصدد إثبات ذلك، بل هو موكول لعلم الكلام، وكتب العقائد الكثيرة، ومنها كتابنا أصول العقيدة.
جاء في موقع الحكيم عن تنصيب الائمة عليهم السلام للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : المتسالم عليه في مذهبنا أن الإمامة هي بنص من الله تعالى ، وإذا تتبعنا سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجد أن آيات الولاية والطاعة قد نزلت بعد الهجرة إلى المدينة ، فهل هذا يعني أن إمامته قد جعلها الله تعالى له بعد الهجرة ، أم أنه كان إماماً منذ البعثة وما هو الدليل على ذلك ؟ الجواب : إمامة أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام مقدرة في علم الله تعالى من الأزل، وأما التبليغ بها فلم يتم إلا بعد البعثة عند حصول الظرف المناسب . ولعل أول مرة بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الدار في مكة المعظمة عند نزول قوله تعالى : "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214)، حسبما تضمنته مصادر الحديث المذكور .
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : ما رأيكم بالرواية التي تقول بأن جبريل عليه السلام نزل عند ضرب ابن ملجم اللعين لأمير المؤمنين عليه السلام قائلاً : ( انفصمت والله العروة الوثقى ) ، ألا يناقض ذلك قوله تعالى : فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا (البقرة 256)؟ الجواب : التعبير بـ( انفصام العروة الوثقى ) يدلّ على عظم الفاجعة ، وفداحة الخسارة التي أصابت الأمة ، حيث استشهد إمامها وحاميها ، والمدافع الأول عنها ، وذلك من باب الكناية والمجاز ، وليس المراد انفصام العروة الوثقى حقيقة ، وهذا الأسلوب من التعبير متعارف في اللغة العربية ، وعموم ما نعرفه من اللغات .
https://telegram.me/buratha