بسم الله الرحمن الرحيم
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } (إبراهيم:٣٧)
الآية الكريمة 27 من سورة إبراهيم {ع} , سميت باسمه تكريما لدوره في الدعوة إلي دين الله تعالى .وهو الإسلام .لو تلاحظ ان النتائج التي تحققت من تاريخ إبراهيم {ع} وزوجته هاجر من العراق إلى الحجاز , هي الآن احد أركان الدين الإسلامي { الحج} . القصة برمتها تبين إن بناء الكعبة المشرفة هي (غاية عند الأنبياء للتوحيد وعبادة الله تعالى) , وبناء مكان يكون مخصصا لعبادة الله , والتوجه أليه وقت الصلاة ... ثم انحرف الناس عن ملة التوحيد فعبدوا الأصنام والأوثان وأشركوا بالله . فبعث الله تعالى نبيه إبراهيم {ع} ليردهم إلي الإسلام من جديد.
يدور محور العقيدة الإسلامية على الإيمان بالله ورسله وملائكته, وكتبه,. القصة تشير ان الملائكة , هم الذين بلغوا إبراهيم بوجوب التحرك من اور إلى مكة , لولا هذه الرحلة , لا توجد مكة ولا قبلة ..ولا فريضة حج .. لذلك تقول الاية" ربنا ليقيموا الصلاة . أي جميع العبادات. هذه الآية تؤكد أن الله تعالى هو خالق السماوات والأرض .وان الكون ليس أزليا, بل له بداية , وكل ما له بداية لابد أن تكون له في يوم من الأيام نهاية.
النقطة الثانية : استجابة الدعاء . فدعوة ابراهيم{ع} من أجل عمران مكة وفيض خيرات الأرض إليها, وقد تحققت هذه الدعوة بالفعل.حين قال وارزقهم من الثمرات . فأصبحت مكة من اغنى البلدان رغم انها بدون زرع ولا انتاج زراعي.!! فليس صعبا على الله تبديل حال الناس بالدعاء.
ـــ .. السكــن.. معنى السكن: في قوله تعالى إني أسكنت من ذريتي.. بين القران الكريم عدة عبارات حول, مكان استقرار الانسان وكيف يعمر الارض. من خلال حبه لبيته ومدينته وبلده . لكل منها معنى خاص .
فكلمة الدار والبلد والقرية والسكن ،{تعني المنطقة التي يأوي أليها}ولكل واحد من هذه الاماكن ميزاتها. مثلا معنى الدار تعني مكان خاص يحاط به {سور أو يحيطه الزمان}" والدار اعم من البيت اوسع بكثير" ،مثلا نطلق على بغداد دار السلام .. أو ما أشبه." فالدار اكبر من البيت. المدينة دار لأنها يحيط بها سور، والدولة أيضا دار لأنها محاطة بحدود محروسة ،نسميها دار الإمارة الفلانية لان الحاكم تمتد صلاحيته خارج البناية التي يقيم فيها إلى آخر منطقة بالبلد فتسمى دولة .. والوطن دار لأنه محمي بما يحفظه ، له حد معنوي ومكاني. والدنيا دار لأنها محل إقامة ندور بها من الولادة حتى الوفاة، والآخرة دار حدودها من الوفاة حتى الخلود.
ولا يطلق على شيء من ذلك البيت. الا السكن يطلق على محل سكن الإنسان، حتى ولو كان نهارا فقط. الفندق يسمى سكن .. نقول في سفرنا الى المدينة سكنا في الفندق الفلاني ..والمدرسة أثناء الدراسة فيها مكان يسكنه الطلاب.. ولكنه ليس بيت مطلقا . ولكن تبقى كلمة دار خاصة . مثل دار الايتام .. او تلك دار فلان .يقول علماء الاجتماع . السكن يمكن أن نطلقه على المكان الذي ناوي أليه لفترة محدودة . صحيح هو أشبه بالبيت , ولكن ربما يطلق على مكان العمل او الدنيا سكنا .
في خطبة الامام زين العابدين {ع} بالشام حين يتحدث عن الامم الماضية قال: كأن لم يكونوا لها اهلا ولا سكانا" يعني انتقلوا منها الى مكان اخر. الآية قالت:﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ.﴾: هنا سكن معناه المأوى لعائلة إبراهيم {ع} وليس دار فهي غير مبنية ولا مسيجه .. وحرف{ من للتبعيض}, إشارة إلي أن بعضا من ذريته هم الذين أسكنوا في مكة المكرمة وهم ولده إسماعيل {ع} وذريته التي جاء منها خاتم الأنبياء سيدنا محمد {ص}وكان الامر لإبراهيم ان يضع زوجه هاجر ورضيعها إسماعيل عند مكان البيت الحرام الذي تهدم,بسبب الطوفان وغمره الوحل حتى لم يبقى له اثر يمكن ان يستدل عليه .ولكن قواعده بقيت تحت الطين – الذي انجرف بسبب الطوفان.
* فجاء بهما إبراهيم{ع} من بلاد الشام إلى مكة المكرمة, وعمره ٨٦ سنة ,وأسكنهما في هذا الوادي غير ذي الزرع, انصياعا لأمر الله تعالى ولم يكن بمكة يومئذ احد من الناس, لا ماء للشرب, ولا زراعة إلا بعض الأشواك. فترك لهما إبراهيم جرابا فيه تمر, وقربة فيها ماء, ثم قفل راجعا , فتبعته زوجته السيدة هاجر.. كانت تبكي وهي تقول: يا إبراهيم: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا ماء,؟ ..رددت مقولتها هذه مرارا, وهو يلتفت إليها ولا يتكلم , ولعلمها أنه نبي مرسل قالت له: آلله أمرك بهذا؟ التفت أليها وقال نعم, الله أمرني أن آتي بك وابنك هنا في هذه الصحراء واتركك.. هنا انطلق أيمانها العميق بالله تعالى قالت: إذن لا يضيعنا الله .
غادر إبراهيم المكان وهي تودعه .. ثم رجعت إلي رضيعها, وهي مطمئنة القلب, طيبة النفس, راضية بقدر الله تعالى ومؤمنة برحمته. لما وصل إبراهيم إلى الثنية(منعطف) من وادي مكة.. كان قلبه متعلقا بعائلته زوجة شابة وولده الرضيع تركهما في هذه الصحراء ..توقف, ثم استقبل البيت الحرام ورفع يديه إلى الله بدعاء ذكره القران الكريم :{ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم } ثم غادر المكان وكل ما تركه عندها قربة ماء , وطعام قليل جدا .. ولكن أيمانه كبير إن لله شان عظيم بهذه الرحلة المباركة ,بقيت هاجر فترة أيام معدودة نفذ ماءها , وهو عصب الحياة , وهذا الوادي ليس فيه ماء .. هنا بدأت المحنة الكبرى الماء نفذ ..عطشت هي ورضيعها, لا يمكنها أن تبقى جالسه , لا بد أن تبحث عن ماء ,فانطلقت تجري وهي لا تعرف أين تتجه ..لا اثر للحياة في هذا المكان .. فتوجهت إلى أقرب جبل منها وهو الصفا صعدت لتنظر من فوقه هل تري أحدا قادما, أو طيرا حافا بشيء من الماء, ثم هبطت وسعت مهرولة حتى وصلت المروة فوقفت عليها, فلم تر قادما, ثم عادت مرة أخرى للصفا ثم عادت..فعلت ذلك سبع مرات, وتعظيما لهذا الموقف العظيم جعل الله موقفها فريضة السعي بين الصفا والمروة علي كل حاج ومعتمر.ليعرف الناس كم عانت تلك المرأة , ويبين موقف الأنبياء كيف خدموا البشرية من خلال ما قدموه من تفان في سبيل دين الله .
بنهاية الشوط السابع أرسل الله تعالى إليها جبريل {ع} هبط إلى الأرض , ليطمئن قلبها فضرب الأرض بجناحه فتفجرت من مكان جناح جبرائيل عين فار منها الماء, .. وقفت تنظر وهي في دهشة من استجابة دعاءها .الله وحده الذي يعلم كم مرة رفعت يدها لله تطلب ماء .. حين رأته فرحت فرحا شديدا,وركضت نحو قربتها وجعلت تملأها بالماء, وتزم التراب رأس العين حتى لا يتسرب الماء في وادي مكة, أي عملت له حوضا , ومن هنا سميت زمزم, فقال لها جبريل {ع} "لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيت الله, يبنيه هذا الغلام وأبوه, وإن الله لا يضيع أهله" .
هذا تسديد السماء لام إسماعيل .. وهناك موقف أخر في تسديد نساء أخريات ..وهي مريم أم عيس{ع}{ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}( فاتخذت اي ضربت(من دونهم حجابا )عملت : سترا . وقيل : جلست وراء جدار يسترها..مريم {ع} متواجدة في المسجد عادة, فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها ، حتى إذا تطهرت تعود إلى المسجد ، فبينما هي تغتسل من المحيض إذ عرض لها جبريل في صورة شاب جميل الخلقة ، فذلك قوله : ( فأرسلنا إليها روحنا )يعني : جبريل{ع}( فتمثل لها بشرا سويا )فلما رأت مريم جبريل يأتي نحوها نادته من بعيد : ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) ان كنت مؤمنا خائفا من الله ..لذلك هي توقعت انه شاب من بني إسرائيل وعليه ان يرجع .لان الاستعادة عادة تقال للفاجر .. مثل الاعاذة من الشيطان ,قالت : إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا؟ هذا معناه : إن كنت مؤمنا فلا تظلمني . " وان تكون تقواك مانعة لك من الفجور ( قال ) لها جبريل :( إنما أنا رسول ربك لأهب لك ) أي : ليهب لك ربك ، لاحظ هنا : " لأهب لك " أسند الفعل إلى الرسول وهو جبرائيل , ، وإن كانت الهبة من الله تعالى ، لأنه أرسل به . ( غلاما زكيا ) ولدا صالحا طاهرا من الذنوب ( قالت ) مريم (أنى ) من أين ( يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ) لم يقربني زوج ( ولم أك بغيا )فاجرة؟ تريد أن تقول :.. الولد يكون من نكاح أو سفاح ، ولم يكن هنا واحد منهما . فَقَالَ لَهَا الْمَلَك َمُزِيلًا عنها الْخَوْف لَسْت مِمَّا تَظُنِّينَ انا رَسُول رَبّك بَعَثَنِي اللَّه إِلَيْك .ثم عَادَ إِلَى هَيْئَته هذه قصص في القران وحوار جرى بين جبرائيل ونساء لسن نبيات .
ـــــ إذن هاجر جاءها جبرائيل , وضرب بجناحه مكانا معينا فانفجر الماء , فظهرت عين زمزم وفاضت مياهها في الوادي, وجاءتها الطيور من كل صوب وحدب معلنة عن وجود الماء.وبينما أم إسماعيل ورضيعها في هذه الحال مر بالمنطقة فجاء { ركب من قبيلة جرهم } قادمين من الشام بتجارة, في طريقهم إلي اليمن, فرأوا طيورا تحوم حول وادي مكة فأدركوا أن عينا من الماء قد تفجرت هناك , فأسرعوا الخطي لمكان الطيور,
حين وصلوا المكان فوجئوا بوجود امرأة وحدها في تلك الصحراء ومعها طفل ..فاستأذنوها بالنزول علي الماء فأذنت لهم,.. هنا تحققت إرادة إلهية غير متوقعه من هاجر أن يبقى عدد من رجال ونساء القافلة , وبعثوا إلي اليمن من أتاهم بأهلهم إلي وادي مكة ... هكذا الارادة إلهية تحولت البقعة التي تسكنها هاجر وولدها إلى مقصدا للكثيرين , بعد أن شاع خبر عين ماء زمزم, صار الناس يفدون أليه.. وتكاثروا في وادي مكة استجابة لدعوة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام.
بعد أن بلغ إسماعيل أشده تزوج من قبيلة جرهم زيجتين, إحداهما بعد الأخرى. ثم جاء أمر الله ـ تعالي برفع القواعد من البيت, فعاد إبراهيم إلي مكة المكرمة وتعاون مع ولده إسماعيل على إعادة بناء الكعبة المشرفة ورفعها من قواعدها, ولما تم لهما ذلك رجع إبراهيم إلي أرض فلسطين تاركا ولده إسماعيل يرعي بيت الله, حتى أمره الله تعالى بدعوة قومه إلي دين الله, وهو الإسلام العظيم ..
ــ من أول من جاء بالأصنام إلى الكعبة وكيف عبدوا الصنم :.عاش أهل مكة على التوحيد حتى جاءهم أحد التجار وكان يتردد على الدول بحكم سفراته التجارية ..يدعي عمرو بن لحي الخزاعي الذي أضل الناس بعبادة الأصنام التي جلبها من بلاد الشام. وكأي دعوة باطلة انتشرت عبادة الأصنام والأوثان, وعبادة النجوم والكواكب, وعبادات انتشرت بسرعة في جزيرة العرب ونسيت دعوة إبراهيم وإسماعيل{ع}وبقيت قلة نادرة من يسمونهم الأحناف ... ما معنى الاحناف وهل هم دين خاص .؟. في القران الاية 30 من سورة الروم "0فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا" فما معنى الحنيف الحَنيفُ : هو كل من لم يقتنع بعبادة الاصنام ولا يحترمها .. وتكون طبائعه تميل الى الاسلام . كما هو حال بني هاشم اجداد النبي{ص} ومنهم علي ع لم يسجد لصنم كما كان اهله وعدد قليل من اهل مكة . يسمونهم كتاب التاريخ ممن يميلون للاسلام فيما يخص العقيدة قبل الاسلام .حقيقة القصة إن عمر بن لحيي أصيب بمرض جلدي , فزار الشام وهناك وجد قوما يعبدون أصناما , وأهل مكة لا يعرفون هذه العبادة , فسألهم :. ما هذه الأصنام التي تعبدونها ..؟ قالوا: إنها تنفعنا في حياتنا , إذن هي للنفع وليس للخلقة التكوينية ,وعمر ليس إنسان عادي, فخزاعة وليت البيت يتوارثونه كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية الخزاعي، الذي تزوج قصي بن كلاب ابنته اسمها حبى ، فولدت له بنين أربعة: عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبدا. استمرت خزاعة على ولاية البيت نحو ثلاثمائة سنة. وقيل: خمسمائة سنة، وفي ولايتهم أي في زمانهم كان أول عبادة الأوثان بالحجاز، وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي , فإنه أول من دعاهم إلى ذلك وكان ذا مال كثير جدا.
ـــ دور التجار في تحديد شكل الدين: يقال: إن عمر بن لحيي فقأ أعين عشرين بعيرا وذلك عبارة عن أنه ملك عشرين ألف بعير، وكان من عادة العرب أن من ملك ألف بعير فقأ عين واحد منها، لأنه يدفع بذلك العين عنها....وكان يذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة، ويوزع عشرة آلاف حلة للفقراء ، في كل سنة يطعم العرب، ويقدم لهم الخبز والسمن والعسل، حتى أصبح قوله وفعله فيهم كالشرع لشرفه فيهم، ومحله عندهم،.
** يقول الدكتور المرحوم احمد صالح العلي استاذ التاريخ في جامعة بغداد في كتاب نشر في القرن العشرين . ان عمر بن لحيي الخزاعي كان يتجردد كثيرا على وادي الرافدين لشراء الحنطة والشعير وبقية المواد الغذائية , فتوطدت بينه وبين اهل شمال نهر دجلة علاقة وكان يعرف ان الاصنام تعبد لغرض العطاء والخير فطلب منهم صنما . ؟ فأعطوه صنما يقال له: هبل، فقدم به مكة فنصبه، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه. ويقال انه اشتراه منهم قالى الدكتور العلي تحديدا من منطقة تكريت .وكانت يده اليمنى مكسورة فصنع لها يدا من ذهب .
*** والصنم هو عبارة عن شكل انسان بحجم كبير يوضع على قاعدة.. اما الوثن فهو حجر دون قياس خاص ولا شكل معلوم .. مجرد حجرة كبيرة يضعونها على قاعدة كقاعدة الصنم . وهناك نوعان اخران اقل مكانة من الصنم والوثن هما الانصاب والازلام فما هما ..؟ جاء في قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ : ما معنى الأنصاب والأزلام؟..
*** الجواب: الأنصاب والأزلام، النصب: شيء ينصب يذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم بالذبائح، ويحفرون بئرا يسمى القليب فاذا وصل الدم الى قعر القليب اعتبروا ان الاههم اكل من الذبيحة والا اعادوا الذبح ثانيا. اما الأزلام: أشياء يقسمون بها، وتسمى: السهام، وهي نواع من الخشب يكتبون عليها افعل ولا تفعل، والثالث لا يكتبون عليه شيء، ، فإذا أرادوا أن يسافروا أو يفعلوا شيئاً : يخرجوها واحداً واحداً، فإن خرج (افعل) نفذ، وإن خرج (لا تفعل) ترك، وإن خرج الغفل الذي ما فيه شيء أعاد إجراءها، مرة ثانية ..
**** اما معنى قوله تعالى: { فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم } هذه الفقرة مهمة جدا.. فمن هم الذين دعا ابراهيم لهم ..؟ ان يجعل افئدة الناس تهوي اليهم ..؟ خاصة انها دعوة تبضيعية جاءت بكلمة من ..افئدة من الناس ليس كلهم .. عن الصادق{ع}"من اتّقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت!! قيل منكم أهل البيت قال منّا أهل البيت.. وهو قول إبراهيم {ع} فمن تبعني فانه منّي... وعن الباقر {ع} من أحبّنا فهو منّا أهل البيت قيل منكم قال منّا والله أما سمعت قول إبراهيم فمن تبعني فانّه منّي. وعن الصادق{ع}"ومن عصاني فانّك غفور رحيم"قال تقدر ان تغفر له وترحمه. *** وهنا نقف بوجوب فهم . قوله تعالى{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } بعض ولدي وهو إسماعيل ومن ولده فقط . نحن نعرف ان ولد اسماعيل اسحاق واسماعيل ,, يقول الباقر {ع}"نحن هم ونحن بقيّة تلك الذّريّة نحن والله بقيّة تلك العترة."
وزاد في المجمع وكانت دعوة إبراهيم{ع} لنا خاصّة في قوله{ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ } .. قال العياشي عن الباقر{ع} أما أنّه لم يعن الناس كلّهم " إنّما مثلكم في الناس مثل الشّعرة البيضاء في الثور الأسود" .. وقال ينبغي للناس أن يحجّوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله إيّاه وان تلقونا حيث كنّا نحن لأدلاء على الله { تَهْوِي إِلَيْهِمْ } نحن من تهوي نفوسكم الينا .. تسرع إليهم شوقاً ووداداً ..
في رواية ان الباقر لم يعن البيت الحرام هم اهل البيت .. بل قال نحن دعوة ابراهيم {ع} ..جاء في كتاب الإِحتِجاج عن أمير المؤمنين{ع} "الأفئدة من الناس تهوي إلينا وذلك دعوة إبراهيم {ع}"حيث قال واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" وفي تفسير القمي عن الصادق{ع} يعني من ثمرات القلوب أي حبَّبهم إلى الناس ليأتوا إليهم ويعودوا. هي ثمرات القلوب.
اية صريحة تقول :{ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا .. بينما النصب لهم انه لعهدُ النبيّ (ص) لعلي (ع) ان لايحبني الا مؤمن ، ولايبغضني الا منافق) صحيح مسلم : ج1 ، ص 85.فالحب دين ، والمؤمنون من يتدينون بحب اهل البيت (ع) . يقول الامام الباقر (ع):( وهل الدينُ الا الحبُّ) . ومن نواصب التاريخ الامويون ومن يؤمن بعقيدتهم يلعنون علياً صباحاً ومساءً ، تديناً وتقرباً الى الله تعالى ببغضِ من امرَ الله بمودتهم ؟ .. حوار بين محبين حول الكعبة وقبر الحسين {ع} وزيارته ...
لأن قصد الحجاج بيتا بمكة ... وطافوا عليه والذبيح جريحه ... فأني بوادي الطف أصبحت محرما ... أطوف ببيت والحسين ذبيحه ــــــ
وتسألني عن زمزم هاك أدمعي ... أو الحجر الملثوم...هذا ضريحه ..ـــــ
يلي تناشدني عليمن تهمل العين.. كل البكا والنوح والحسره على حسين حبّه بقلبي وتظهره بصبه دموعي .. مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي
يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي ..ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن
ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه ..انحب وأساعد عالبكا الزهرا الزكيه لا ازال تندب يا ضحايا الغاضريه.. يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العين
لو تشوفوني يشيعة علترب طايح جريح ــ خدي متوسد ترايب والداما مني يسيح.. كم عضيد وكم ولد ليه كضة كبلي ذبيح .. ذاك يبقى على الشريعة .. وهذا احمل جثته ... ـــــــــــــ
شيعتي واللي كسر ظهري ونحل مني الكوة .. وحدتي من طاح يم النهر شيال اللوه .. رحت يمه ولن مخه ودمومه سوه .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha