الدكتور فاضل حسن شريف
1- قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَة الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر * تَنَزّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيَها بِإِذْنِ رَبّـِهم مِّن كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ هِيَ حتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر 1-5).
2- فعل انزل الى العامة وفعل نزل الى الخاصة كما جاء في قوله عز وجل "وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا" (الفرقان 25) نزل الملائكة اي تخص الملائكة ويرادف الفعل نزل كلمة تنزيل وهي كلمة للخاصة.
3- من الادلة القرآنية على حياة الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه قوله تبارك وتعالى "تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ" (القدر:5) هو نزول الملائكة بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فالفعل تتنزل فعل مضارع. وعند اتباع اهل البيت ان نزول الملائل بعد الرسول الاعظم يحصل على الحجة المنتظر ليلة القدر.
4- ان ايات من سورة العلق نزلت على النبي صلى الله عليه وآله في السابع والعشرين من شهر رجب 13 قبل الهجرة وهو يوم المبعث الشريف كما جاء في روايات أهل البيت وكان عمره الشريف 40 سنة واستمرت ينشر رسالته على مدار 23 سنة. بينما نزل القرآن بصورته الكاملة في شهر رمضان باللوح المحفوظ والبيت المعمور وهي ليلة القدر. والاية في سورة الدخان "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ" (الدخان 3) تخص الإنزال الكامل في ليلة القدر.
5- انا أنزلناه يعني ان القران الكريم نزل دفعة واحدة في ليلة القدر الشريفة وهو كما ذكره الله سبحانه وتعالى بينما انا نزلناه في اللغة يعني نزل تدريجيا وهو لم يحصل في ليلة القدر.
6- قال ابن عمير، عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر (العمل فيها خير من العمل فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر).
7- ان القرآن انزل في شهر رمضان في قوله تعالى :"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" (البقرة 185). وايضا نفس الفعل أنزل في ليلة القدر فلابد انها تكون في شهر رمضان وليس غير شهر كالنصف من شهر شعبان او شهر رجب.
8- وردت روايات ان ليلة القدر هي قلب شهر رمضان.
9- كلمة شهر وردت في عدد من الآيات المباركة قال الله سبحانه وتعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ" ﴿البقرة 185﴾، و "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ﴿البقرة 185﴾، و "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ" ﴿البقرة 194﴾، و "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" ﴿البقرة 197﴾، و "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ" ﴿البقرة 217﴾، و "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ" ﴿٢٢٦ البقرة 226﴾، و "يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا" ﴿البقرة 234﴾، و "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ" ﴿النساء 92﴾، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ" ﴿المائدة 2﴾، و "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ" ﴿المائدة 97﴾، و "فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ" ﴿التوبة 2﴾، و "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ" ﴿التوبة 5﴾، و "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ" ﴿التوبة 36﴾، و "إحَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" ﴿الأحقاف 15﴾، و "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا" و ﴿المجادلة 4﴾، إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ" و ﴿٤ الطلاق 4﴾، و "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ" (سبأ 12)، و "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ﴿القدر 3﴾.
10- و من دُعاءُ الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السَّلام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، هُدًى لِلنَّاسِ، وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيهِ مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إِعْظَاماً، وَ حَجَرَ فِيهِ الْمَطَاعِمَ وَ الْمَشَارِبَ إِكْرَاماً، وَ جَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لَا يُجِيزُ جَلَّ وَ عَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَ لَا يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ، وَ سَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ)
https://telegram.me/buratha