الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب مصباح المنهاج للسيد محمد سعيد الحكيم: وأكل مال اليتيم ظلما، والفرار من الزحف، وأكل الربا: لشدة الوعيد عليه في الكتاب والسنة. وقد تظافرت النصوص بعده من الكبائر، وفيها الصحيح والموثق، وفي خبري أبي الصامت ومحمد بن مسلم عده من السبع أو الثمان التي هي أكبر الكبائر. فقد ورد الوعيد عليه في الكتاب والسنة قال تعالى: "وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (الانفال 16). وتظافرت النصوص بعده من الكبائر، وفيها الصحيح والموثق. وعد في خبري أبي الصامت ومحمد بن مسلم من السبع أو الثمان التي هي أكبرها.
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خلود الفاجعة يناسب أهميته: وذلك يتناسب مع خلود هذه الملحمة الشريفة والفاجعة العظمى، وما قدره الله عز وجل لها من أسباب الظهور والانتشار، رغم المعوقات الكثيرة، والجهود المكثفة من قبل الظالمين، والجاهلين أو المتجاهلين لثمراتها وبركاته، من أجل خنقها والقضاء عليه، أو تحجيمها والتخفيف من غلوائه، ومن تفاعل الناس بها وانشدادهم نحوه. فإن ذلك بمجموعه يؤيد عظمة هذه الملحمة الإلهية، وأهمية الثمرات المترتبة عليها لصالح الدعوة إلى الله تعالى، وحفظ دينه العظيم الذي هو خاتم الأديان، والذي لابد أن يكون واجداً لمقومات البقاء والخلود، والظهور والانتشار، لتسمع دعوته، وتتم حجته على الناس "لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ" (الانفال 42).
كما أنه نتيجة لما سبق يحسن التنبيه لأمرين: لا موجب لإطالة الكلام في تفاصيل النهضة الشريفة: أحدهما: أنه لا ينبغي إطالة الكلام في تقييم بعض خصوصيات النهضة الشريفة، مثل توقيته، حيث خرج صلوات الله عليه من مكة المكرمة قبل الحج، ومثل حمل العائلة الكريمة، واختيار العراق دون غيره من المناطق التي يشيع فيها الولاء لأهل البيت صلوات الله عليهم، وغير ذلك. إذ بعد أن ظهر أن النهضة كانت بعهد من الله سبحانه وتعالى، فلابد أن تكون تفاصيلها وخصوصياتها ذات الأثر فيها بعهد منه عز وجل، لمصالح هو أعلم به، وربما بيّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووصلت للإمام الحسين عليه السلام من طريقه. ولاسيما بعد البناء على عصمة الإمام صلوات الله عليه. ثانيهما: أنه مما تقدم تتجلى عظمة الإمام الحسين صلوات الله عليه وروح التضحية في سبيل الله تعالى التي يتحلى به، وقوة العزيمة والتصميم اللذين يحملهما بين جنبيه. فإن الغالب أن الذين يضحون إما أن يتشبثوا بأمل السلامة ونجاح المشروع الذي يخططون له، فيشرعون في تنفيذه ويدخلون في المعركة، حتى إذا أخطؤوا وفشل مشروعهم عسكرياً منعهم دينهم، أو أبت لهم كرامتهم وحميتهم، التراجع والاستسلام من أجل السلامة، فيثبتون حتى النهاية. وإما أن يفاجَؤوا بالمعركة من دون تخطيط سابق له، وتنسد أمامهم طرق النجاح، فيمنعهم دينهم أو حميتهم أيضاً من الاستسلام طلباً للسلامة، ويثبتوا حتى النهاية. أما أن يدخل الإنسان في مشروع طويل الأمد يعلم مسبقاً بأنه ينتهي بمثل هذه التضحيات الجسام والفجائع الفادحة، ويخطط لتنفيذه بصلابة وعزم، فهو أمر يحتاج إلى قابلية استثنائية.
والناظر في تفاصيل واقعة الطف ـ بموضوعية وإنصاف ـ يرى أن الإمام الحسين صلوات الله عليه منذ امتنع من بيعة يزيد في أواخر شهر رجب، وتحرك ركبه من المدينة المنورة إلى مكّة المكرمة، صمم على المضي في مشروعه وتحقيق هدفه عالماً أن ذلك ينتهي بقتله وقتل أهل بيته نجوم الأرض من آل عبد المطلب ـ كما تقول العقيلة زينب عليه السلام في خطبتها الجليلة مع الصفوة من أصحابه. مع ما يترتب على ذلك من نهب رحله، وانتهاك حرمته، وسبي عياله و وقد كتب غير واحد في توجيه كثير من خصوصياتها ما لا يسعنا إطالة الكلام فيه بعد ما ذكرن. على أنه قد يظهر من حديثنا هذا ـ تبعاً ـ بعض الفوائد المترتبة على بعض تلك الأمور.
جاء في موقع وكالة انباء الحوزة عن تدبر ايات القرآن للسيد محمد سعيد الحكيم: دعا المرجع الديني سماحة السيد محمد سعيد الحكيم المؤمنين، عند قراءة القرآن، لتفهم وتدبر معانيه ومضامينه الشريفة وأحكامه وتفسيره الذي وردت مضامينه بأحاديث أهل البيت عليهم السلام، مؤكدًا علی أنهم أدرى بها من سواهم ممن فسروا القرآن برأيهم وبخلاف ما أراده الباري سبحانه وتعالى، كما أوضح سماحته أن أخذ التفسير من غير مصادره الصحيحة قد يوصل الإنسان إلى الضلالة من حيث لا يشعر، مستشهدا ببعض الآيات التي غير المُضِلّون مفاهيمها. وشدد سماحة المرجع بقوله "عليكم أن تعلموا بوجود تفاسير عند الطرف الآخر لم ينزل الله تعالى بها من سلطان كما فسروا الآية الكريمة "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الانفال 67) فهنالك فرق بين ما أراده تعالى من الاهتمام بالأسير، وبين تفسير الآخرين الذي يدعو إلى قتله. وفي نهاية الحديث دعا سماحته جميع المؤمنين أن يستثمروا بركة الانتماء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام وأن يعرف كل منهم أن القرآن ليس لقلقة لسان وإنما تدبر بأمره والعمل بموجبه، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالهم وسعيهم وأن ينفع الناس ببركة مشروعهم.
https://telegram.me/buratha