الدكتور فاضل حسن شريف
1- ان الاسلام يؤكد على توثيق العلاقات الاجتماعية من اخوة وقرابة احياء واموات بزيارتهم في بيوتهم او زيارة قبور الاموات، او الاتصال الهاتفي وتبادل الرسائل مما يفرح ويسعد المجتمع برمته. وفرصة العيد تشجع على هذا العمل الحسن. قال الله جل جلاله "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" (الحجرات 10).
2- بعد كبح جماح هوى النفس خلال شهر فان النجاح لهذا الانجاز يتطلب اظهاره مما يغيض الشيطان عدو الله والبشرية الذي تغلب الصائم القائم على شر وساوسه. فعندما يفرح المؤمن يحزن الشيطان وهذا مكسب يضاف الى ما قام به العبد من عبادة في شهر رمضان. قال الله عز وجل "وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا" (النساء 60).
3- نتيجة للنفس الانسانية التي تنزلق الى مواقع الخصومة والاحقاد طوال السنة ففي ايام الاعياد المحدودة على المؤمن الحق ان يبادر بازالة الشحناء والبغضاء والحسد بالاتصال مع من حصلت معه مشاحنة او مضايقة ليبددها وتصبح النفس اكثر طهارة حتى يصل المؤمن الى درجة التقوى وتكتمل فرحته. قال الله عز من قائل "فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (الزخرف 89).
4- قال الله تعالى "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" (الكوثر 2) فصل يقصد بها صلاة عيد الاضحى و الفطر عند مفسرين. من أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة.
5- ويوم العيد يتجمل الناس بملابس جديدة وينظفوا اجسامه ويتعطروا، فقد ورد عدم نزع الاحرام و حلاقة الشعر حتى هدي الاضاحي يوم عيد الاضحى "وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ" (البقرة 196). وهذه دلالة على تنظيف الرأس والجسم ونزع ملابس الاحرام ليبلس بدلها الملابس النظيفة. قال الله عز من قائل "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الاعراف 31).
6- يقول امير المؤمنين عليه السلام (كل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) وبمجمع ايام الصيام فان عيد الفطر له فرحة عدم عصيان الله بصيامه وقيامه، وافراد المجتمع كل يذكر الاخر بالابتهاج لانجاز مهمة طاعة الله و عدم عصيانه بتبادل التهاني والتبريكات. قال الله تبارك وتعالى "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ" (الاعراف 33).
7- يرى علماء بجواز تبادل الود والمحبة مع غير المسلم "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة 8). و يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم كعيد رأس السنة، وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وعيد الفصح. و يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين ، يخلص لهم ويخلصون له، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا. وقال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم للامام علي عليه السلام (لئن يهدى الله بك عبداً من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها).
https://telegram.me/buratha