#مجاميع_منتظرون_ومنتظرات
السوال:
هل الرواية التالية صحيحة السند؟
وماذا بخصوص متنها وحديث المتن عن انخفاض سرعة دوران الارض، والذي كما بينتم سابقاً انه غير ممكن علمياً.
واذا كانت صحيحة ما هو تأويلها؟
علما اننا اذا قلنا للسائلين ان انخفاض سرعة دوران الارض غير ممكنة، يردون علينا من ذات الرواية بأن الامام الباقر يرد عليكم بالمعاجز التي حصلت في زمن الانبياء والاوصياء السابقين.
عن الإمام الباقر(عليه السلام):(إذا قام القائم(عليه السلام) سار إلى الكوفة… فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنةعشر سنين من سنيكم هذه، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت له: جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلكباللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون، قال: قلت له: انهم يقولون إن الفلك إن تغيّر فسد، قال: ذلك قول الزنادقة، فأماالمسلمين فلاسبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله تعالى القمر لنبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) ورد الشمس قبله ليوشع بن نون(عليهالسلام) واخبر بطول يوم القيامة وانه(كألف سنة مما تعدون)(1))(2).
وفي بعض الروايات: أن في زمن العدل يطول سير الفلك، بينما في وقت الظلم يقصر سير الفلك(٣)
١- سورة الحج : 47.
2 ـ الارشاد: ج2 ص385. وكشف الغمة: ج2 ص466 باب: ذكر علامات قيام القائم(عجل الله تعالى فرجه)، وروضةالواعظين: ص264، وكشف الغمة: ج1 ص424 و526 وج2 ص474 و484 و507 و521 و534، والصراط المستقيم: ج2 ص114 و116 و132و144 و220، والخرائج والجرائح: ص1135 و1137، وتأويل الآيات الظاهرة: ص53، روضة الواعظين:ص272، والاحتجاج: ص289، وارشاد القلوب: ص298، وأعلام الورى ص391 و427 و463، والعمدة: ص430 ح901،وغيبة الطوسي: 191، وغيبة النعماني: 57 و74، وجامع الأخبار: ص8، والفضائل:ص142،وكشف اليقين: 328، وكتابسليم بن قيس: 152 و154، وكفاية الأثر: 79و98. ومنتخب الأنوار المضيئة: ص22 و88.
3 ـ موسوعة الفقه: ج94-97
الجواب: الرواية المذكورة في اصولها وردت بطريقين احدهما ذكره الشيخ المفيد، وهو المذكور اعلاه، والاخر ذكره الشيخالطوسي بلفظ يختلف عما ذكر اعلاه، ونصه: ويأمر الله الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتى يكون اليوم في أيامه كعشرة منأيامكم، والشهر كعشرة أشهر والسنة كعشر سنين من سنيكم. (غيبة الطوسي: ٤٩٥ ح٣٩٨).
ولا اهمية لتدبيج قائمة ببقية ما ذكر من الكتب لانها كتب ناقلة عن احد هذين الطريقين، علما ان بعض ما ذكر من هذا الكتب لاصحة في نقله للخبر او لا دقة فيه.
من الناحية السندية فإن الروايتين مرسلتين وبالتالي لا مجال لتصحيحهما ما لم يكن ثمة شاهد لهما يصححهما.
ورواية الشيخ الطوسي ربما ادق بالمعنى وهي تتوافق مع روايات ذكرها الشيخ الكليني في ارتباط سرعة الزمن وبطئه بحركةالظلم والعدالة، فكلما كان الظلم مستشرياً كلما كانت حركة الزمان اسرع، والعكس صحيح ايضا، فلقد روى الشيخ الكلينيقدس في الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل جعل لمن جعل له سلطانا أجلا ومدة من ليال وأياموسنين وشهور فإن عدلوا في الناس أمر الله عز وجل صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم وشهورهموإن جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله تبارك وتعالى صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وأيامهم وسنينهموشهورهم وقد وفا لهم عز وجل بعدد الليالي والشهور.(الكافي ٨: ٢٧١ ح٤٠٠)
وكذا روى عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: مالكم؟ إذا أراد الله عز وجل أن يهلك سلطان قوم أمر الملك فأسرع بسير الفلكفقدر على ما يريد.
وبطبيعة الحال فان ذلك لا يحمل على المعنى الكوني لحركة الافلاك، فلا تجانس بين حركة العدل والظلم مع الحركة الكونية،وانما نتيجة لما يستشعره الانسان في زمن العدل من راحة البال واتساق امر الحياة بحيث يلتذ بالزمن فيشعر بطوله، وعلىالعكس من ذلك نتيجة لكثرة غصص الظلم وجوره يحرم الانسان من لذة الدنيا فتمر به سريعة دون ان يعير لها اهمية، واوضحمثال زماننا هذا.
اما الحديث عن المتغير الكوني فهو امر يتناقض مع بديهيات الواقع، والبديهي لا يناقش، والمثال المضروب بشق القمر مهماقيل فيه فهو حدث في واقعة لم تستمر الا برهة من نهار، ولهذا الأمر تفسيرات متعددة، وربما لم يأت أوان تفسيره، ومع ان هذاالحدث لا يقاس بغيره، غير ان الموضوع برمته لا يعني سلب القدرة الالهية فالله قادر على كل شيء، ولكن نفس هذه القدرةنصت على اطّراد حركة الافلاك وانتظامها وعدم اختلالها بقوله تعالى: لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُالنَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [سورة يس : ٤٠]
https://telegram.me/buratha