الدكتور فاضل حسن شريف
ذكر مصطلح البيت الذي يشير الى البيت العتيق او البيت الحرام في آيات قرآنيه كما قال جل جلاله "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا" ﴿البقرة 125﴾، و "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ" ﴿البقرة 127﴾، و "فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴿البقرة 158﴾، و "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" ﴿آل عمران 97﴾، و "وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً" ﴿الأنفال 35﴾، و "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا" ﴿الحج 26﴾، و "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ" ﴿قريش 3﴾، و "أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" ﴿البقرة 125﴾، و "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا" ﴿آل عمران 96﴾.
ورد ان حجر اسماعيل هو من البيت الحرام في أصل بناءه (عتيق) "لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (الحج 33)، و "وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (الحج 29).
من احداث البيت العتيق: عن يزيد بن قعنب، قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكانت حاملا به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت : (رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وأنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي). قال يزيد بن قعنب: فرأيت البيت قد انشق عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله، فرحنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح فعلما أنّ ذلك من أمر الله تعالى، ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها علي بن أبي طالب.
ورد في الروايات للقرآن نزولات متعددة إحداها نزول القرآن على رسول الله تدريجاً. والآخر نزوله الدفعي من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور. وعلى هذا فما المانع من أن تكون بعض آيات القرآن من سورة العلق "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق 1) قد نزلت على النبي صلى الله عليه وآله في السابع والعشرين من شهر رجب. ثم نزل القرآن بصورته الجمعية الكاملة في شهر رمضان من مكان معين أسماه القرآن باللوح المحفوظ، إلى موضع آخر عبر عنه في بعض الروايات بالبيت المعمور. ويؤيد هذا الرأي قول الله تعالى في سورة الدخان: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" (الدخان 3). رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنه قال: (نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله: نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ أُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ أُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
جاء في الخبر: اختلف المؤرخون في تاريخ بناء البيت العتيق او الكعبة ولكنهم اجمعوا ذكر القرآن الكريم إنَّ الله تعالى أمر نبيه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام حول رفع القواعد من البيت كما قال عز من قائل "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 127). فمنهم من قال أنها عُمّرت خمس مرات الأول من قبل الملائكة، ثم من قبل آدم عليه السلام، وبعده إبراهيم عليه السلام، ثم بناء قريش في الجاهلية وحضر البناء النبيمحمد صلى الله عليه واله وسلم وكان عمره خمس وعشرين سنة، وبعد ذلك بناء ابن الزبير. وقيل: بنيت عشر مرات: من قبل الملائكة، آدم عليه السلام، ابراهيم عليه السلام، ثم العمالقة، فجرهم، ثم قصي بن كلاب، وبعد ذلك قريش، ثم ابن الزبير، ثم الحجاج بعد ان ضربها.
https://telegram.me/buratha