الدكتور فاضل حسن شريف
سمي الامام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام بالباقر لانه باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه كما جاء في كتاب الصواعق المحرقة "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ" (يوسف 101). وقال عليه السلام (واعلم انه لا علم كطلب السلامة ولا سلامة كسلامة القلب) كما قال الله تعالى "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ" (النحل 106). وقال (اني ليعجبني ان يكون في البيت مصحف يطرد الله عز وجل به الشياطين) لان وجود القرآن وقراءته صد للشيطان كما جاء في قوله تعالى "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (النحل 98).
والتفقه في الدين ضرورة عند الافتاء حيث قال الله تعالى " فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ" (التوبة 122) لذلك قال الباقر عليه السلام (من افتى الناس بغير علم ولا هدى، لعنته ملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه). وقال الذهبي في سير اعلام النبلاء (كان الباقر احد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة والرزانة وكان اهلا للخلافة) وهذا فعل الانبياء عليهم السلام كما قال الله تعالى لنوح عليه السلام "وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا" (هود 37).
وعن الباقر عليه السلام في نصيحته ان لا تشتكي الى الناس وانما لله تعالى كما قال يعقوب عليه السلام "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" (يوسف 86). ودخل الباقر عليه السلام على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر يا ابا جعفر انصحني فقال (ارحم ولدك وصل اخاك وبر اباك) واباك هنا يعني الوالد والوالدة كما جاء في القرآن الكريم "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا" (مريم 32). قال الباقر عليه السلام (إِن الله لم يدع شيئاً تحتاج إِليه الاُمة إِلى يوم القيامة إِلاّ أَنزله في كتابه وبيَّنه لرسوله وجعل لكُلِّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلا يدل عليه) كما قال الله تعالى "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ" (ال عمران 7).
وعن الجهاد قال الامام عليه السلام (الجهاد الذي فضله الله عزوجل على الاعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفره) كما قال الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ" (التوبة 20). وقال الامام الباقر عليه السلام: (من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وحنين) وكما نصر الله المسلمين في بدر و حنين "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ" (التوبة 25).
https://telegram.me/buratha