الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله جل جلاله "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة 67) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: البيعة بمعنى الإقرار بالولاية والاستجابة لها حاصلة. نعم لا يبعد أن يراد بالبيعة إعلان الاستجابة والإذعان، من قبل من شهد الخطبة، بما تضمنته من فرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، كما يشير إليه الحديث السابق. إذ كثيراً ما يراد بالبيعة ذلك. لما هو المعلوم من سيرة المسلمين في جميع العصور من أن بيعة عموم الناس للخليفة الجديد إنما تكون بتسليمهم بخلافته، وانقيادهم له. ولا يمسح على يده إلا القليل من ذوي المكانة، لإعلان إقرارهم. ومن الظاهر حصول هذا الأمر في واقعة الغدير. لأنه الأمر الطبيعي ممن حضر من المسلمين خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإعلانه ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. ولو ظهر منهم الردّ له والاعتراض عليه لظهر وبان، ونقل تاريخي، كما نقل اعتراض الحارث بن النعمان الفهري الذي ذكرناه في سلسلة أحداث واقعة الغدير وما يتعلق به، في جواب السؤال السابع من الأسئلة السابقة. كما أنه المناسب لما تقدم في سلسلة الأحداث من تهنئة الحضور لأمير المؤمنين عليه السلام بالولاية. وقد تقدم أن الشيخ الأميني قدس سره أنهى مصادر ذلك من طريق الجمهور إلى ستين. ولا سيما مع ما تضمنته بعض طرقها من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجلس أمير المؤمنين عليه السلام في خيمة، وأمر المسلمين بالدخول عليه وتهنئته. إذ من المعلوم رجوع التهنئة بالوجه المذكور للإقرار والتسليم، اللذين تؤديهما البيعة. والحاصل: أن البيعة بمعنى إعلان الاستجابة والإذعان بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ملازمة عادة لخطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغدير، وتواتر الخطبة يقضي بتواتر البيعة بالمعنى المذكور.
قال الله عز وعلا "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة 3) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: نزول آية إكمال الدين في واقعة الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم الغدير: تعميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في المناسبة المذكورة. فعن أمير المؤمنين قال: (عممني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي. ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة. وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان).
قال الله جلت قدرته "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة 67) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: الاستدلال بحديث الغدير لا يتوقف على البيعة: على أن الاستدلال بحديث الغدير لا يتوقف على البيعة، إذ بعد أن فرض الله تعالى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وبلَّغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم به، يجب على الناس الإذعان به، والانقياد له، والعمل عليه. وليست البيعة ـ تحققت أو لم تتحقق ـ إلا من توابع ذلك، من دون أن يتوقف عليها وجوب الإذعان والانقياد للولاية، والعمل عليه. ولو فرض عدم تحققه، أو عدم مطالبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم به، فلعله لعدم ظهور الأثر لها إلا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يحتاج لها قبل ذلك. وإنما يحتاج لها بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، لأنها مظهر للانصياع لما جعله الله تعالى والعمل عليه، من دون أن يتوقف عليها ثبوت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ووجوب عمل الناس عليها بالانقياد له عليه السلام وطاعته، كما ذكرن. وإنما يتجه توقف الولاية والخلافة على البيعة على مذهب الجمهور، الذين يرون عدم ثبوت الخلافة بالنص، وأنها لا تثبت للشخص إلا ببيعة الناس له، حيث يكون دور البيعة مهماً جد، ويحتاج لإثباته.
https://telegram.me/buratha