الدكتور فاضل حسن شريف
ويستطرد الشيخ جلال الدين الصغير حول الذين يسيئون تفسير الآيات القرآنية ومنهم محمد حسين فضل الله: وأشد الصور إيلاما نجده في الصورة السيئة التي يقدمها لنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته صلوات الله عليهم، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث رحمة للعالمين، وكونه كان على خلق عظيم، غير أن ذلك كله لم يشفع له، فبات لدى فكر هذا الرجل هو من عبس المشار إليه في آية: "عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ" (عبس 1) وما يتعلق بشخصيته فهو صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بعمل لا موضوع له، ويفوت الفرص عليه، ولا يعرف التمييز بين المهم والأهم، ويخطئ في التشخيص فيربيه الله بالتدريج، وهو في الأخير لا يعرف الأهم في مصلحة الرسالة، وهو يشكو فراغ وجوع الحنان الذي تسبب به موت أمه فعوضته الزهراء عليها السلام، وشخصيته فيها عناوين الشك، ولا تجربة ثقافية له قبل النبوة بل يمكن أن تفهم منه أن قد يقول بأن وعي الصحابة في بعض المواضع كما هو في الحديبية كان متقدما على رسول الله الذي اعترضوا عليه.
والصورة الفاحشة التي يقدمها عن أمير المؤمنين عليه السلام فهو مقترف الذنوب وصاحب القلب المكتسب للآثام، وهو الذي يعد ربه بأنه سوف يتراجع عن خطئه وإساءته ومعصيته بل هو الذي يقترف الذنوب الكبيرة التي يكفي ذنب واحد منها لينقصم الظهر، وهو صاحب الغريزة التي تتغلب على عقله فتوقعه في المعصية.
والصورة المأساوية التي يقدمها عن الزهراء عليها السلام فهي امرأة عادية، لا خصوصيات لها، ولم يتدخل الغيب في نموها الروحي، ولنجرب أن نخلق منها مئة فاطمة، ولم تظلم، ولم يسقط لها جنين بمسمار، ولم يعتد عليها في بيت، ولم يحرق بابها، ولم تضرب، وكانت تتعامل بشكل طبيعي مع من عاداها، بل كانت قلوبهم مملوءة بحبها فعلام يهاجمونها، ولم تحظ بكرامة البتولية. وها هو الإمام الحسين عليه السلام يخرج لطلب الحكم والسلطان كما خرج أبوه من قبل.
وهكذا عشرات القضايا المتعلقة بطبيعة العقيدة أو شخصياتها. ومن بعد ذلك تراه يسفه الزيارات التي يدعو إلى تغييرها لأنها تتنافى مع حاجة المرحلة المعاصرة، وينتقد طريقة التعامل مع الأضرحة المقدسة معتبرا إياها قطعا من الحديد لا فائدة منها، بل إنها قد تثير صنمية لا شعورية ثم يتمادى إلى القول بأن تعليق صورة الإمام علي عليه السلام أو صورة بعض الشخصيات هي الأخرى تثير مثل هذا الشعور بزعمه وحتى يكمل الأمر راح يشوه صورة الشعائر الحسينية فها هم شيعة العراق يحتفلون في يوم عاشوراء بشرب الخمر حزنا على الحسين عليه السلام وأولئك شيعة إيران ينبحون نبح الكلاب في مشهد حزنا على الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ليشير من بعد ذلك إلى إمكانية أن يخرج غدا من ينهق نهق الحمير بكاء على الحسين عليه السلام وموقفه الساخر من مراسم الحسين كاللطم وتسفيه الشعر الحسيني الذي يرى أن أكثر من تسعين بالمائة منه ينبغي أن يتبدل وما إلى ذلك من مئات القضايا التي لا يسع المجال لاستعراضها وإن على نحو الاختصار كما فعلنا هنا.
https://telegram.me/buratha