الدكتور فاضل حسن شريف
من اقوال الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام عن كتاب الله القرآن الكريم: (مَنْ قَرَأ آيَةً مِنْ كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في صَلاتِهِ قائِماً يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف مِئَةُ حَسَنَة، فَإِذا قَرَأَها في غَيْرِ صَلاة كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف عَشْرَ حَسَنات، وَإِنِ اسْتَمَعَ الْقُرْآنَ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْف حَسَنَةً، وَإِنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلاً صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتّى يُصْبِحَ، وَإِنْ خَتَمَهُ نَهاراً صَلَّتْ عَلَيْهِ الْحَفَظَةُ حَتّى يُمْسِيَ، وَكانَتْ لَهُ دَعْوَةٌ مُجابَةٌ، وَكانَ خَيْراً لَهُ مِمّا بَيْنَ السَّماءِ إِلىَ الأْرْضِ). وعنه عليه السلام (أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإنّ السنّة قد أُميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت).
روي في مناقب ابن شهرآشوب: عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان 74)، قال: نزلت هذه الآية و الله خاصة في أمير المؤمنين عليه السلام، قال: كان أكثر دعائه، يقول: ربنا: "هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا" (الفرقان 74)، يعني فاطمة، "وَذُرِّيَّاتِنَا": يعني الحسن و الحسين "قُرَّةَ أَعْيُنٍ"، قال: "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان 74) قال: نقتدي بمن قبلنا من المتقين، فيقتدي المتقون بنا من بعدنا.
لما وجد الحسين عليه السلام مروان بن الحكم في طريقه ذات يوم، فأراد منه مروان أن يبايع يزيد، ولما كشف له الإمام عن معايب يزيد، غضب مروان من كلام الحسين ثم قال: واللّه لا تفارقني حتى تبايع ليزيد صاغرا، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم شحناء، واُشربتم بغض آل بني سفيان، وحقيق عليهم أن يبغضوكم، فقال الحسين: إليك عني فإنك رجس، وإني من أهل بيت الطهارة، وقد أنزل اللّه فينا "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير" (الاحزاب 33)، فنكس مروان رأسه ولم ينطق.
وعن الضحّاك بن عبداللّه المشرقي، قال: فلمّا أمسى حُسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون، قال: فتمرّ بنا خيل لهم تحرسنا، وإنّ حسينا ليقرأ: "وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ" (ال عمران 178-179).
وقد اشار الامام الحسين عليه السلام ان الانسان عليه عبادة حقيقية لله تعالى وذلك بالرجوع اليه سبحانه عند حصول تنازع "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" (النساء 59). وقال الامام الصادق عليه السلام (ان الله قد جعل في قلوب المؤمنين حرارة لحب الحسين) كما جاء في الاية "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" (ال عمران 68) لان اتباع الانبياء والاولياء الصالحين يعني السير على منهجهم، وما منهج الامام الحسين عليه السلام الا مصداق ليكون نبراس في قلب كل مؤمن ومؤمنة.
https://telegram.me/buratha