الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في بعض زيارات الامام الحسين عليه السلام التي تشير الى كتاب الله القرآن الكريم: اللهم إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، و السلام عليك يا شريك القرآن، و كنت للرسول ولداً وللقرآن سنداً، و وتلوْتَ الكتاب حقّ تلاوته.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسين مع أُمه تحمله فأخذه النبي وقال: لعن الله قاتلك ولعن الله سالبك وأهَلكَ الله المتوازرين عليك وحكم الله بيني وبين مَن أعان عليك. قالت فاطمة الزهراء عليها السلام: يا أبت أيُّ شئ يقول؟ قال: يا بنتاه ذكرتُ ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون الى القتل وكأني أنظر الى معسكرهم والى موضع رحالهم وتربتهم يخرج عليم شرار أمتي. فقالت الزهراء عليها السلام: يا أبة إنّا لله وبكت. فقال لها: يا بنتاه إنَّ افضل أهل الجنة هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم وأموالهم "بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً" (التوبة 111) فما عند الله خيرٌ من الدنيا.
لما توجه الامام الحسين عليه السلام الى مكة قبل قدومه الكوفة قرأ قوله تبارك وتعالى "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص 21)، ولما دخل مكة قرأ قوله سبحانه وتعالى "وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ" (القصص 22).
التقى الامام الحسين عليه السلام بعبد الله بن المطيع القادم من العراق وقال بن المطيع للحسين: فداك امي وابي ما الذي جعلك تخرج من حرم جدك، اقسم عليك بالله لا تذهب الى الكوفة، بالتأكيد سوف يقتلوك. فتلا الامام الحسين عليه السلام "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" (التوبة 51) وهي نفس اجابة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم للمنافقين عندما قالوا اذا جئنا الى تبوك، اي الذهاب لمعركة تبوك، فقد نرى فتيات الروم ونذنب. وبمعنى اخر نجاهد والنتيجة احدى الحسنيين اما النصر او الشهادة "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ" (التوبة 52) وبعدها التوكل على الله " وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة 51).
وعندما دنا الجيش من معسكر الإمام، دعا الإمام براحلته فركبها، ونادى بأعلى صوته: (أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم عليّ وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم "فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ" (يونس 71)، ثم قرأ عليه السلام قوله تبارك وتعالى "إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين" (الاعراف 196).
دعاؤه لحبيب بن مظاهر. لمّا برز حبيب فى ساحة القتال، لم يزل يقاتل حتّى قتل منهم خلقا كثيرا، ثمّ قال الحسين عليه السلام (يرحمك اللّه يا حبيب، لقد كنت تختم القرآن فى ليلة واحدة وأنت فاضل).
https://telegram.me/buratha