الدكتور فاضل حسن شريف
قال الحسين عليه السلام (وأنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله، وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله، لتكون "كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا" (التوبة 40). قال الامام الحسين الى اخيه العباس عليهما السلام ليلة العاشر من محرم: ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عند العشيّة، لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة، وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي قد كنت أحبّ الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار. وعندما يسمع الامام الحسين عليه السلام باستشهاد احد اصحابه يوم الطف كان يتلو قوله عز وجل "فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الاحزاب 23).
وجاء في وراية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تُر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" (الاحقاف 15).
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: "لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ" (الاسراء 4) قال: قتل عليّ بن أبي طالب وطعن الحسن. "وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً" (الاسراء 4) قال: قتل الحسين عليه السلام. و "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهما" (الاسراء 4) فأذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام "بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ" (الاسراء 5) قومٌ يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وتراً لآل محمدٍ إلاّ قتلوه. "وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً" (الاسراء 5) خروج القائم عليه السلام. "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ" (الاسراء 6) خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم.
ان الامام الحسين عليه السلام وارث الانبياء اولهم آدم ثم نوح و ابراهيم عليهم السلام "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (ال عمران 33) حيث آدم صفوة الله "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ" (ال عمران 33) و نوح نبي الله، وابراهيم خليل الله "وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا" (النساء 125). والامام الحسين عليه السلام من ذرية النبي اسماعيل عليه السلام كما قال الله تعالى عن ذرية اسماعيل عليه السلام "وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (الانعام 86-87) و "مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا" (مريم 58).
لما خرج الامام الحسين عليه السلام من مكة واعترضه عمرو بن سعيد أمير الحجاز ليرده ويمنعه من المسير الى العراق، فتلا عليه السلام عليه قوله تعالى: "فَقُل لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُون" (يونس 41). أقبل رجل من عسكر عمر بن سعد، يقال له محمد بن الأشعث بن قيس الكنديّ، فقال: يا حسين بن فاطمة، أيّ حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟ فتَلا الحسين عليه السلام قوله جل جلاله "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 33-34).
https://telegram.me/buratha