جنات الدراجي
عاشوراء هي ملحمة تأريخية كبرى، هي ثوره انتصار المظلوم على الظالم، حيث جسد فيها الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيتهِ واصحابه أروع ملاحم البطولة والتضحيةِ والفداء، في سبيل الله والإسلام، وهذهِ الثورة الخالدة سوف يثأر لها الامام المهدي (عج) في اقامة دولتهِ دولة العدل الإلهي، الحسين (عليه السلام) بثورته هذهِ مهد الارض للقضية المهدوية.
مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) هو حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد ابداً، ليس حرارة دمع وحزن فقط بل حرارة عزم وإرادة وصبر، الإمام الحسين (عليه السلام) بشهادته انطلقت الثورات والانتفاضات في الامةِ الاسلامية، الحُسين بِن علي هو الذي مهد الأرضية وفرشها لدولة المهدي المنتظر، وبثورته أصبح للشيعةِ وجود عزم وصبر وأصبحت ركناً في العالم وأصبح هذا الوجود الظاهر ببركة ثورة الحُسين، لأجل ذلك كان دور الأئمة وخصوصاً الحُسين سيد الشهداء الدور التمهيدي الواضح.
عاشوراء يعني الثبات والعزيمة على مر العصور فهي ملحمة الخلود، الحسين خرج لأنه مكلّف بتكليف إلهي لإداء رسالة للعالم اجمع فأنتصر دمهُ على سيف اعداءهِ، أن لكل عصر الحسين ويزيد ولكل عصر منافقين، وهذا ما نشهدهُ بعصرنا الحالي معَ الحشد والمقاومة، لقد هبَ الإمام الحسين (عليه السلام) إلى ساحات الجهاد والفداء، ليطعم المسلمين بروح العزةِ والكرامة، فكان مقتلهُ (عليه السلام) نقطة تحول في تاريخ المسلمين وحياتهم.
عاشوراء اليوم لها علاقة وطيدة معَ عاشوراء المهدي، وهذا يعني أن الهدف من الثورة الحسينية هو ظهور الامام المهدي (عج) في آخر الزمان، ليحكم الأرض ويملأها قسطاً وعدلاً كما ملئُت ظلماً وجوراً، الحُسين نعلمُ هوَ عِبرةً قبلَ أن يكونَ عَبرة، ولكن هل تعرَّفنا وبحثنا عن معرفةِ عبرته أم اكتفينا بالعلم معَ عدمِ التطبيق.
الإمام المهدي (عج) هو أحد امتدادات الثورة الحسينية، فإن عاشوراء لا تعني تلك الحادثة التي وقعت في أرض كربلاء وانتهت بِقتل الإمام الحسين وحرق خيامهِ وسبي عيالهِ، بل أن عاشوراء تعني الصراع البشري بين الحق والباطل، وبين الأخيار والأشرار، وبين النور والظلام.
علمنا سيد الشهداء ما ينبغي فعله في مواجهة الظلم والجور والحكومات الجائرة، فمنذ البداية كان (سلام الله عليه) يعلم طبيعة الطريق الذي اختاره وإنه ينبغي لهُ التضحية بِجميع أهل بيتهِ وأصحابه من أجل الإسلام، وكان يعلم نهايته أيضاً، ولو لم تكن هذه النهضة، التي نهضَ بِها الإمام الحسين (عليه السلام) لِتسنى لِيزيد وأتباعهِ خداع الناس وتعريفهم بالإسلام بشكل مقلوب، إذ أنهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يضمرون الحقد على أئمة المسلمين.
عاشوراء الحسين هي بعينها ثورة المهدي في آخر الزمان، فليس غريباً أن تكون دوافع الظهور وزمانهِ لها صلة وارتباط بواقعة كربلاء، من الانصار نتعلم كيف نَنصر صاحب الزمان، عاشوراء كانت بداية إنتهاء الظلم وبداية الحرية وكرامة الانسان، لأن رجُل الانسانية الحسين بَذلَ بأعز ما يَملك وضحى بنفسهِ من أجل إقامة دولة العدل الإلهي التي سينهض لها الإمام المهدي (عج) قريباً.
https://telegram.me/buratha