الدكتور فاضل حسن شريف
لو كان يزيد مسلما حقا لكان اطلق سراح السبايا نساءا واطفالا من كربلاء الى المدينة المنورة اكراما لجدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقرابتهم منه كما قال عز من قائل "لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (الشورى 23)، وكما فعل الرسول عندما طلب من اصحابه اطلاق سراح ابنت حائم الطائي كرامة لابيها كونه صاحب مكارم الاخلاق كما قال الله تبارك وتعالى "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4).
جاء في اسرار الشهادة للدربندي عن مسلمة بن كهيل قال: رأيتُ رأس الحسين عليه السلام على قناةٍ وهو يقرأ: "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 137). من معاجز الحسين عليه السلام نصب رأس الحسين عليه السلام في موضع الصيارفة فسمع المارة صوت يصدر من الرأس الشريف "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً" (الكهف 13).
وكانت الحوراء زينب عليها السلام تستلهم ايات القرآن الكريم في خطبها كما قالت لاهل الكوفة عند قدومها مع السبايا من كربلاء الى الشام: فالإمهال ليس دليلاً على الإهمال، قال تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ" (ابراهيم 42-43). استشهدت السيدة زينب عليها السلام بالاية المباركة ال عمران 178 امام يزيد عند وصول السبايا دمشق (أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاماء ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والامور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى: "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (ال عمران 178).
https://telegram.me/buratha