الدكتور فاضل حسن شريف
كثير من ادعية الامام زين العابدين عليه السلام تبدأ بحمد الله كما جاء (الحمد لله الذي جعل الليل سباتا) كما ورد في القرآن الكريم "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا" (الفرقان 47) والقرآن الكريم يحوي عشرات الايات التي تحوي على الحمد. وفي الاية الكريمة "ِانَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53) وافضل اعمال المغفرة الدعاء بالمغفرة كما في الصحيفة السجادية و مناجاة زين العابدين.
صاحب العروة نقل رواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنّه قرأ "مَالِك" ولم يقرأ "مَلِك"، والسّيّد السّبزواري أيضًا نقل هذه الرّواية في (المهذب، صفحة 369 من الجزء السّادس): كان علي بن الحسين عليه السّلام إذا قرأ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" (الفاتحة 4) يكرّرها. وقد ورد عن الائمة عليهم السلام ذكر القبر منهم الامام السجاد ومن اقواله عليه السلام (أصبحت مطلوباً بثمان: الله يطالبني بالفرائض، والنبي بالسُنّة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتّباعه، والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب).
والحديث مع الله جل جلاله يختلف عن الحديث مع الناس فله اداب مختلفة، بل ان الحديث مع الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يختلف مع الاخرين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " (الحجرات 2)، وقال الامام زين العابدين عليه السلام (إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي). وافضل الطرق للوصول الى الله هو اقربها كما جاء في دعاء الامام زين العابدين عليه السلام (الهي سيرنا باقرب الطرق اليك).
الرسل والانبياء لم يستخدموا اسلوب التبرير مثل يونس عليه السلام الذي لم يبرر العمل بل قال "سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الانبياء 87). ومن اسباب التبرير الهروب من تحمل المسؤولية كما جاء في مناجات الامام زين العابدين عليه السلام (ميالة إلى اللعب واللهو، مملوءة بالغفلة والسهو). والقلب السليم هو صاحب الدعاء ومعناه الخشوع والخضوع والشعور بالحاجة الحقيقية لله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ" (فاطر 15) و "وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا" (الاعراف 56) وكما قال الامام زين العابدين عليه السلام: الهي ادعوك راهبا خائفا. ان الذي يوكل نفسه للناس بدون الله فهو خائب كما قال الامام زين العابدين عليه السلام: خاب الوافدون الى غيرك.
https://telegram.me/buratha