الدكتور فاضل حسن شريف
يروى عند ولادة زيد فتح ابوه الامام السجاد عليه السلام القرآن ثلاث مرات فخرجت الايات "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ" (التوبة 111) ثم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) وبعدها " فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" (النساء 95) فقال (عزيت عن هذا المولود وانه من الشهداء). وقد ذكره جده الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (الشهيد من ذريّتي والقائم بالحق من ولدي المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين وقائد الغرّ المحجّلين، يأتي يوم القيامة وأصحابه تتلقّاهم الملائكة المقرّبون، ينادونهم: "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ" (الاعراف 49)).
جاء عن ابي حمزة الثمالي في مجلس الصدوق والسيد ابن طاووس في فرحة الغري، يقول عمر الجعفري: في بعض حججي غدا علينا علي بن الحسين عليه السّلام ووجهه مشرق فقال: جاءني رسول الله في ليلتي هذه حتّى أخذ بيدي وأدخلني الجنة وزوّجني حوراءَ فعَلقَت، فصاح بي رسول الله: يا علي بن الحسين، سمِّ المولود منها زيداً. فما قمنا من مجلس علي بن الحسين ذلك اليوم وعليّ يقصّ الرؤيا ولما كان من قابل حججت ومررت على علي بن الحسين لأسلّم عليه، فأخرج زيداً على كتفه الأيسر وله ثلاثة أشهر وهو يتلو هذه الآية ويؤمئ بيده إلى زيد: "َذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا" (يوسف 100).
ان زيد بن علي اخذ طريق جده الامام الحسين عليه السلام عندما خرج للاصلاح كما خرج جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلا (والله ما خرجت أشراً ولا بطراً وإنما خرجت للإصلاح في أمّة جدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأن بني امية وضعوا القرآن الكريم وراء ظهورهم كما قال الله جل جلاله "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ" (ال عمران 81).
كان زيد بن علي عليه السلام عالما دارسا ومدرسا للقرآن الكريم فهو خرج على بني امية كما خرج الانبياء عليهم السلام من قبله على بني اسرائيل حيث قال الله سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ" (المائدة 78). وخاطب زيد بن علي عليه السلام علماء الامة (قد ميزكم الله تعالى حق التمييز حيث قال لكم "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (التوبة 71)).
https://telegram.me/buratha