الدكتور فاضل حسن شريف
قال رجاء بن أبي الضحاك عن الامام علي الرضا عليه السلام (فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه، ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه، ولا أشد خوفاً لله عز وجل). ذكرت الروايات ان الامام الرضا عليه السلام: (قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول ذلك صوم الدهر). قال الله تبارك وتعالى "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (ال عمران 191)، و "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الانفال 2).
كان الامام الرضا عليه السلام كثير العبادة. قال: عليكم بصلاة الليل، فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيصلي: ثمان ركعات، وركعتي الشفع، وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة، إلا أجير: من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومد له في عمره، ووسع عليه في معيشته. ثم قال عليه السلام: إن البيوت التي يصلى فيها بالليل، يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض. قال الله سبحانه "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الذاريات 18).و قال عز من قائل "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" (الاسراء 79). ومن الادعية المشهورة دعاء السحر. كتب أيوب بن يقطين إلى الإمام الرضا عليه السلام يسأله أن يصحح له هذا الدعاء، فكتب إليه: (نعم هو دعاء أبي جعفر عليه السلام بالأسحار في شهر رمضان، قال أبي: قال أبو جعفر عليه السلام: لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله، وسرعة إجابته لصاحبها، لاقتتلوا عليه ولو بالسيوف، والله يختص برحمته من يشاء).
عن شكر وحمد رب العالمين في سورة الفاتحة، وهذا مما يتطلب اطاعته وعبادته حسب ما ورد في كتابه الكريم وسنة نبيه العترة الطاهرة عليهم السلام، بينه الامام الرضا عليه السلام عندما سئل عن "رَبِّ الْعَالَمِينَ" في الآية الكريمة "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة 2) قال الامام الرضا عليه السلام (مالكهم وخالقهم، وسائق أرزاقهم إليهم من حيث هم يعلمون، ومن حيث لا يعلمون، والرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متّق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبيننا وبينه سترٌ، وهو طالبه، ولو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه، كما يطلبه الموت، فقال جلّ جلاله: قولوا: "الْحَمْدُ لِلَّهِ" على ما أنعم به علينا، وذكّرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن نكون. ففي هذا إيجابٌ على محمد وآل محمد، وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضّلهم). يبتدئ هذا الدعاء بعبارة (اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ)، وفيه 23 فقرة، يسأل الله بـ(بهائه وجماله وجلاله وعظمته ونوره ورحمته وكلماته وكماله، وأسمائه وعزته ومشيئته وقدرته وعلمه وقوله ومسائله وشرفه وسلطانه وملكه وعلوه ومنه القديم وآياته وشأنه وجبروته) ثم يقول: (اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِما تُجيبُني بِهِ حينَ اَسْاَلُكَ فَاَجِبْني يَا اَللهُ).
عن اليقين قال الامام الرضا عليه السلام أن المؤمن يدعو الله تعالى ان يجعل يقينه ثابتا بأرادة الله ولطفه كما سأل صفوان بن يحيى الامام الرضا عليه السّلام عن هذه الآية "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة 260) و قال له: أ كان في قلب ابراهيم شك؟ فقال عليه السّلام: لا كان على يقين و لكنه أراد من اللّه الزيادة في يقينه.
كان الامام الرضا عليه السلام متقينا في عبادته لا يشك في أن الله تعالى ناظرا لها وهو محيط بكل شئ. قال الله جل جلاله "وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰاوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍۢ مُّحِيطًا" (النساء 126). عن اليقين قال الامام الرضا عليه السلام أن المؤمن يدعو الله تعالى ان يجعل يقينه ثابتا بأرادة الله ولطفه كما سأل صفوان بن يحيى الامام الرضا عليه السّلام عن هذه الآية "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة 260) و قال له: أ كان في قلب ابراهيم شك؟ فقال عليه السّلام: لا كان على يقين و لكنه أراد من اللّه الزيادة في يقينه.
https://telegram.me/buratha