الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الانعام (ح 37)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: أسلوب القسم المكي يمتاز بالشدة والعنف والسباب: فقد قالوا: إن أسلوب القسم المكي من القرآن يمتاز عن القسم المدني بطابع الشدة والعنف، بل وبالسباب أيضا، وهذا يدل على تأثر محمد بالبيئة في مكة التي كان يعيش فيها، لأنها مطبوعة بالغلظة والجهل، ولذا يزول هذا الطابع عن القرآن الكريم عندما ينتقل محمد إلى مجتمع المدينة الذي، تأثر فيه بشكل أو بآخر بحضارة أهل الكتاب وأساليبهم. وتستشهد الشبهة بعد ذلك لهذه الملاحظة بالسور والآيات المكية المطبوعة بطابع الوعيد والتهديد والتعنيف. إنه ليس في القرآن الكريم سباب وشتم كيف وقد نهى القرآن نفسه في القسم المكي عن السب والشتم، حيث قال تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" (الانعام 108). وليس في سورة المسد أو التكاثر سب أو بذاءة كما يحاول المستشرقون ان يقولوا ذلك وانما فيهما تحذير ووعيد بالمصير الذي ينتهي إليه أبو لهب والكافرون بالله. عم، يوجد في القرآن الكريم تقريع وتأنيب عنيف، وهو موجود في المدني كما هو في المكي وان كان يكثر وجوده في المكي بالنظر لمراعاة ظروف الاضطهاد والقسوة التي كانت تمر بها الدعوة، الامر الذي اقتضى ان يواجه القرآن ذلك بالعنف والتقريع أحيانا لتقوية معنويات المسلمين من جانب، وتحطيم معنويات الكافرين من جانب آخر.

جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: ويؤمن السيد الحكيم بان النظرية الاقتصادية الإسلامية نظرية مرنة تتقاطع مع اشهر نظريات العالم الوضعية، والتي تفترض أن الإنسان إذا تكاثر بشكل طبيعي وبدون قيود وتحديد للنسل فان العالم سوف يواجه مجاعة عامة؛ لان الأرض ليس فيها من البركات والخيرات ما يساوي أعداد هؤلاء الناس. ولذلك فالفقر والمجاعة وعدم القدرة على مواجهتها في رأي سماحته هو بسبب ألامساك وعدم الإنفاق. مستنداً في رأيه هذا الى القران الكريم الذي ذكر هذه الحقيقة، بقوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الانعام 141). وانطلاقاً من إيمان السيد الحكيم بان سبب التردي الاقتصادي في المجتمع هو ألامساك وعدم الإنفاق، نراه يولي عملية الإنفاق في أفكاره وكتبه وأحاديثه عناية كبيرة، إذ يعتبره العامل الأساسي في بناء مجتمع متوازن اقتصاديا وخلقيا وطبقيا، وسوف نحاول إن نتعرف على معنى الإنفاق وأهميته في أفكار سماحته لإرساء مجتمع خلاق تختفي فيه أو تكاد كل الفروق الاجتماعية والاقتصادية والطبقية.

جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم قدس سره للباحث حسين سيد نور الاعرجي: أن لا تتحول الحرية إلى حالة الصراع والاحتكار والاصطدام، بحيث يصبح المجتمع مجتمعاً منقسماً، ومتفرقاً، ومتصارعاً؛ لان الوحدة الاجتماعية مبدأ من مبادئ فكر الإسلام، على خلاف التعددية والتفرق التي هي مبدأ من مبادئ الفكر الغربي. وتوجد آيات كريمة، ونصوص صحيحة السند ومجمع عليها بين المسلمين، سواء في روايات أهل البيت عليهم السلام أم روايات جمهور من المسلمين، تؤكد حرمة الفرقة، والخروج على الجماعة، وعلى الرأي العام للأمة، وليس المقصود من الخروج على الجماعة هو مجرد إبداء الرأي، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إن إبداء الرأي أمر جائز، ولكن عندما يتحول إلى حالة صراع، بحيث تكون الأمة متفرقة ومنشقة في نفسها وحركتها، يصبح هذا العمل عملاً محرماً وغير جائز، وتصبح الحرية محدودة بهذا الحد الشرعي، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (الانعام 159).

جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: استخلاف آدم الانسان: قضية الاستخلاف تشتمل على جانبين وفصلين: الفصل الأول منهما يتناول معنى الاستخلاف والحكمة والعلة فيه، وهذا الجانب من قصة آدم يكاد ينحصر ذكره والحديث عنه في القرآن الكريم بهذا المقطع القرآني فقط، وإن كان من الممكن أن تكون جميع آيات الاستخلاف مؤكدة. بالإضافة إلى بعض الإشارات الأخرى مثل قوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (الانعام 165).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك