الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن الانحراف "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" ﴿البقرة 75﴾، و "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ" ﴿النساء 46﴾، و "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ﴿المائدة 13﴾، و "سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ" ﴿المائدة 41﴾، و "وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" ﴿الأنفال 16﴾، و "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" ﴿الحج 11﴾.
ان الشيطان لا يستطيع ان يغوي العبد المخلص الذي ليس لديه افكار منحرفة "إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" (الحجر 40) وليس للشيطان عليهم سلطان "اِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا" (الاسراء 56). ولكن ذوي الافكار المنحرفة المعوجة الغاوين فان للشيطان عليهم سلطان "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ" (الحجر 42). قال الله جل جلاله "فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (فاطر 5) يتدخل الشيطان ويغر انسان الدنيا بان لونك وجنسك وعشيرتك وحزبك افضل من الاخر فيفقد الصراط المستقيم الذي هو عدم التمييز بين البشر الا بالتقوى فيبدأ بالتكبر والغرور كما تكبر الشيطان على خلق الله آدم كونه خلق من تراب "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (الاعراف 12).
ورد ان ولاية امير المؤمنين عليه السلام هي كمال الدين والصراط المستقيم. فالكفر بولاية علي عليه السلام يعني ايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه الاخر كما قال الله تعالى " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض ٍفَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة 85). روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب: أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين). وروى باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى: "اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ" (الفاتحة 6) قال: (يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلى حب النبي وأهل بيته).
الضلال هو الانحراف عن الحق واليقين. الهداية الالهية ضرورة لوقف النفس عن اهوائها وشهواتها وحتى تبتعد عن الانحراف والخطأ، فترى الحق باطلا والباطل حقا، ويصبح القلب مغلف بغشاوة الباطل "كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (المطففين 14). والله تعالى لا يزيغ القلب الا اذا هي ارادت بنفسها ان تزيغ "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ" (الصف 5).
https://telegram.me/buratha