الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع الحكيم عن دخول موقع الحوار للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: ما هو الضابط الشرعي في المشاركة في البرامج الحوارية الإنترنتية خاصة الإباحية على أنواعها؟ وما حكم سماع أو رؤية المحرمات فيها بين المتخاطبين؟ أو إذا وجه له كالسباب أو الجرح أو نظائر ذلك؟ سواء مع معروفية المكلف أو كونه مجهولاً لا يعرف إلا بمجرد اسم رمزي مستعار، ما هو الضابط الشرعي للجواز وعدمه؟ وما هو الذي يجوز المشاركة فيه مع أولئك أصلاً ؟ الجواب: السماع والرؤية ليسا محرمين في نفسيهما ، وقد يحرمان بعنوان ثانوي، كالتشجيع على الفساد وترويجه إذا كان لدخول المكلف في الموقع أثر لذلك، وكما إذا ترتب عليها التهييج الجنسي المحرم. وأما الرد على السباب والجرح فهو جائز، لكن يجب الاقتصار على المثل إذا كان الطرف المقابل محترم العرض، وإن كان الأولى بالمؤمن أن ينزِّه نفسه عن ذلك، كما أدَّبه الله تعالى، او يحاول الرد بالتي هي أحسن، كما قال عزَّ من قائل : "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (فصلت 43)، وقال تعالى : ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم" (فصلت 35).
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: قصة الوليد بن المغيرة مع القرآن المجيد: وقد رووا أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قرأ صلى الله عليه وآله وسلم: "حم* تَنزِيلٌ مِن الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَت آيَاتُهُ قُرآناً عَرَبِيّاً لِقَومٍ يَعلَمُونَ* بَشِيراً وَنَذِيراً فَأعرَضَ أكثَرُهُم فَهُم لاَ يَسمَعُونَ* وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أكِنَّةٍ مِمَّا تَدعُونَا إلَيهِ وَفِي آذَانِنَا وَقرٌ وَمِن بَينِنَا وَبَينِكَ حِجَابٌ فَاعمَل إنَّنَا عَامِلُونَ* قُل إنَّمَا أنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إلَيَّ أنَّمَا إلَهُكُم إلَهٌ وَاحِدٌ فَاستَقِيمُوا إلَيهِ وَاستَغفِرُوهُ وَوَيلٌ لِلمُشرِكِينَ* الَّذِينَ لاَ يُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كَافِرُونَ* إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم أجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ* قُل أئِنَّكُم لَتَكفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرضَ فِي يَومَينِ وَتَجعَلُونَ لَهُ أندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أقوَاتَهَا فِي أربَعَةِ أيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ استَوَى إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرضِ اِئتِيَا طَوعاً أو كَرهاً قَالَتَا أتَينَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَومَينِ وَأوحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أمرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفظاً ذَلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ* فَإن أعرَضُوا فَقُل أنذَرتُكُم صَاعِقَةً مِثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت 1-13). فلما انتهى صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك وسمعه الوليد اقشعر جلده، وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته، ثم قام ومضى إلى بيته، ولم يرجع إلى قريش. فغمّهم ذلك وخافوا إسلامه. وحينما راجعه أبو جهل قال: إني على دين قومي وآبائي، ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود. قال أبو جهل: أشعر هو؟ قال: ما هو بشعر. قال: فخطب هي؟ قال: لا. وإن الخطب كلام متصل، وهذا كلام منثور لا يشبه بعضه بعض، له طلاوة. ثم قال في اليوم الثاني: قولوا: هو سحر، فإنه أخذ بقلوب الناس.
من وصايا المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره عن زيارة الاربعين: نحن في الحقيقة نعرف أهمية الزيارة وأهمية قصد الأئمة عليهم السلام، والمهم الآن أن نفكر ماهي الفائدة من هذه الزيارة؟ وما هو هذا الشيء المهم الذي أُركز عليه. الأمر الأول: نفس الزيارة وثواب الزيارة وما ورد فيها من شد ومن تأكيد، شيء مهذل فالإنسان لا يحسب حسابه ولا يمكن أن يستوعبه الفكر لولا أن الزمن كشف لنا إن هذه القضية لها في بقاء المذهب وفي بقاء الإسلام وإلا لما كان يصدَّق هذا الحديث في اليوم الأول. الأمر الثاني: تميزت هذه الزيارة بجمع المؤمنين من أقطار الأرض على اختلاف مشاربهم وقومياتهم ومراكزهم الاجتماعية، وعلى اختلاف حالاتهم، من جميع الجهات يتوحدون في وحدة واحدة وهي وحدة الإيمان ليس لهم شيء أخر ولم يكن هناك تمييز، بل إلغاء الفوارق حتى يعرف كل واحد ما يوجد عند الثاني وكل أحد يرى ما عند الثاني، وهذا الشيء من أهم الأشياء التي يؤكد عليها الأئمة عليهم السلام. عثرت على رواية معظمة، الإمام يخاطب رجل من أهل الكوفة يقول له ” كم بينك وبين البصرة قلت: في الماء خمس إذا طابت الريح وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ما أقرب هذا ؟ تزاوروا ويتعاهد بعضكم بعضا فإنه لابد يوم القيامة من أن يأتي كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه. وقال: إن المسلم إذا رأى أخاه كان حياة لدينه إذا ذكر الله عز وجل”. في ذلك اليوم على ثمانية أيام والبصرة ليس فيها إمام ولا زيارة ولا شيء إنما تلاقي أخوان وتعارفهم، ثمانية أيام يمشي على الظهر فالإمام يؤكد أن في ذلك حياة لدينكم لأن الإنسان لو كان الهدف واحد فطبيعي يُذكره بموازينه، هذا من أهم الأشياء التي أكد عليها الأئمة عليهم السلام. فالمهم هو التلاقي بين الأخوان والتعارف والتحابب بينهم فمهما أمكن أن لا يرى أحد نفسه متميز على الأخر، نعم هناك مميزات جهات اختلاف ثقافية، اختلاف جنسية، اختلاف قومية، اختلاف لغة كل هذه الاختلافات موجودة، هذا كله يلغى في سبيل أشياء مشتركة عندنا هي التي يجب أن تجمعنا في هدف واحد. وحدة الهدف توحد الأمة هذا الشيء الثاني الذي دائما نحن نؤكد عليه والشيء المطلوب لتحصيل ثمرتها، هذه المدرسة ينبغي للمؤمنين أن يستفيدون منها في طول حياتهم وتذكرهم بتعاليم القرآن في تعاطف المؤمنين وتآلفهم وحسن أخلاقهم "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" فصلت 34)، والى اخر ما ورد عندنا في ما يتعلق بحسن التعامل وصدق الحديث وأداء الأمانة ومراعاة الحقوق العامة والخاصة وعدم الاستهانة بالآخرين واحترام المؤمنين واحترام الناس كلهم، احترام كل من يجامل لتعبيرالإمام الصادق عليه السلام: (ليس منا من لم يمادح من يمادحه ولم يخالط من يخالطه ولم يحابب من يحاببه) يعني ما يحقق حالة التآلف وحسن المعاشرة على اختلاف الفئات مسلم وغير المسلم أن تكون أخلاقك أخلاق جيدة هذا أيضاً الشيء المهم.
https://telegram.me/buratha