الدكتور فاضل حسن شريف
رسول الله هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم. نسل الرسول محمد ممتد في ذرية فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب.
كان لقصي بن كلاب المولود قبل قرن من البعثة النبوية ولدان عبد مناف وعبد الدار. وكان قصي سيد قريش المشرف على الكعبة المشرفة، ويرجع نسبه الى اسماعيل بن ابراهيم. وعندما توفي قصي قام الاخوان عبد مناف وعبد الدار بالاشراف على الكعبة، وحين وفاتهما حصل نزاع بين هاشم واخوته الممثلين لعبد مناف (حلف المطيبين) و بني عمهم بني الدار (حلف الاحلاف). وقد حصل صلح بينهما ادى الى حصول بني عبد مناف بن قصي السقاية والرفادة بولاية هاشم بن عبد مَناف بن قصي، وبني عبد الدار بن قصي على الحجابة واللواء ودار الندوة. اصبح هاشم الذي اصله رجلا ميسورا مسؤولا على راحة الحجيج. وكان يطلب من عوائل قريش مساعدة الحجيج قائلا لهم في كل عام خلال موسم الحج (يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته، وأنّه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته فهم ضيف الله فأكرموا ضيفه).
لهاشم بن عبد مناف اربعة اولاد ذكور وخمس زوجات. اولاده هم شيبة الحمد وهو عبد المطلب، أبو صيفي بن هاشم واسمه عمرو وهو أكبرهم، وأسد بن هاشم؛ ونضلة بن هاشم.
كانت تجارة قريش لا تتجاوز مكة. ولكن هاشم بن عبد مناف كان رائدا في التجارة فقام بسن الرحلتين التجاريتين لقريش: رحلة الشتاء إلى الشام ورحلة الصيف إلى اليمن "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)" (قريش 1-4). وذهب بنفسه الى الشام ليعقد اتفاقية تجارية مع قيصر. وبذلك اصبحت قريش اكثر توسعة في العيش بفضل هاشم. وبامواله كان يوفر وسائل سقي الحجاج من آبار مكة ويطعم الحجيج في مكة ومنى وعرفة.
استلم المطلب بن عبد مناف المنصب بعد وفاة اخيه هاشم. وبعد ذلك استلم منصب السقاية والرفادة عبد المطلب بعد وفاة عمه المطلب بن عبد مناف. وورد من اكثر المصادر ان هاشم لم يعقب الا عبد المطلب. وبذلك استمر بنو عبد مناف لهذه الخدمة والرعاية، وازدادوا عظمة وشرفا.
بنو هاشم، هم بطن من بطون قريش، ينتهون إلى هاشم (عمرو) بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كلاب. وينحدر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من هذا البطن خاصة، ويعدّ الهاشميون من كبار القبائل العربية وساداتها، وكان لبني هاشم دور بارز خصوصا عند تصدي أبو طالب عليه السلام لزعامتهم في نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدفاع عن الرسالة. ويرجع الامام علي عليه السلام والائمة من بعده الى بني هاشم، بينما الخلفاء الراشدين الثلاثة الاخرين ليسوا من بني هاشم.
https://telegram.me/buratha