الصفحة الإسلامية

موت العلماء في القرآن الكريم والسنة (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

ان من اكثر المصائب التي تنتاب الامة فقد العلماء لانهم اكثر الناس الذين يخشون الله تعالى كما قال عز من قائل "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر 28). فالامة حينئذ يحصل فيها نقص كما قال الله جل جلاله "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (الرعد 41) وفي التفاسير "نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" (الرعد 41) اي فقد او موت العلماء.

اذا كان طلب العلم فريضة كما جاء عن الائمة عليهم السلام عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قوله (طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانه، و اقتبسوه من أهله، فإن تعليمه لله حسنة، و طلبه عبادة، و المذاكرة فيه تسبيح،و العمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، لأنه معالم الحلال و الحرام، ومنار سبيل الجنة،والمؤنس في الوحشة، و الصاحب في الغربة والوحدة، و المحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما ويجعلهم في الخير قادة) فكيف بفقد اهل العلم وهم العلماء.

وما اكثر اليوم في وسائل الاعلام من يقول انا عالم وهو يفتي بقتل هذا وسفك دم ذاك، وتكفير ما يخالفه في الرأي. وهذا اشد قتكا بالامة من ان يقول انا لست بعالم ولكن هذا رأي، كالمنافق اشد فتكا من الكافر "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (النساء 145). شبه الشاعر كبير القوم الذي لا علم له والذي يصفق له ذوي العقول الجاهلة انما صغير بنظر العلماء: تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً * وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ * صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ.

العالم يهدي التائه الى المراد الذي يطلبه كما تهدي النجوم الى الاتجاه الصحيح. فعندما يسود الظلام نتيجة الظلم ينير العلماء الطريق بكشف اسباب الظلم وكيفية التخلص منه "وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" (النحل 16). وقد فضل الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم العلماء على الشهداء وهو القائل (إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء).

ولا شك فان العلماء يقدمون المواعظ والعبر كما هو حال قصص الانبياء عليهم السلام "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ" (يوسف 111). ان موت العالم ثلمة لا تسد كما هو الاصلاح يحتاج الى وقت بينما الهدم وقته لا يقارن بالاصلاح. قال الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم (ما قبض الله تعالى عالما من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام، لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة). قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل العالم (فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدْنَاكُمْ).

وعند مذهب اهل البيت فان العلماء لهم تقدير مميز فمنصب المرجعية الدينية يأتي بعد منصب الامامة، والذي يأتي بعد منصب النبوة. وكل منصب هو امتداد للمنصب السابق. و منصب المرجعية هو وكالة عن منصب الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه كما قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (العلماء ورثة الانبياء). كذلك قال الامام الصادق عليه السلام (الفقهاء أمناء الرسل)، وقول الإمام الحجة عجل الله فرجه (فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك