خضير العواد
إن رسول الله صلى الله عليه واله هو المثل الأكمل والأقرب لله سبحانه وتعالى بل هو وجه الله في الأرض والمُجَّسد الحقيقي لصفات الله سبحانه وتعالى من رحمة ومغفرة وعفو وحلم وصفح وتجاوز وغيرها وقد بين ذلك القرآن الكريم هذه الصفات لرسول صلى الله عليه واله الله سبحانه وتعالى في محكم آياته قال الله سبحانه وتعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (1) وقال سبحانه وتعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) ( 2) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (3) ، فهل يوجد مَثَل متكامل يجب ان يقتدى به يحتضن هذه الصفات الربانية العظيمة غير رسول الله صلى الله عليه واله وقد قال عنه الله سبحانه وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) (4)، هذا الجمال بالأخلاق على مختلف أنواعها وصفاتها يجعل الآذان تنبهر والقلوب تخفق والعيون تدمع والأذهان تذهل بسماع كلماتها والعيش في قصصها ورواياتها كأنك في بستان مزدهرة بالثمار والأزهار تُذهب بالعقول لجمال اوراقها وألوانها وطيب رائحتها ولذة ثمارها المختلفة والمتنوعة فمهما كانت لذة التمتع بالبصر والشم وارتياح النفس كبيرة لا تكتمل إلا بالتذوق والتمتع من غاية وجود هذه الثمار وهو الآكل وأخذ الفائدة المادية من خلال تغذية الجسم بفوائدها التي جعلها الله سبحانه وتعالى فيها للإنسان ومن ثم الفائدة المعنوية ، لأنها لم تخلق لأجل المشاهدة والتمتع بها بحواس الإنسان المختلفة من بصر وشم وذوق فقط بل خلقت من أجل تغذية الأجسام وجعلها سليمة من الأمراض ولا تعاني من الآلام حتى تكتمل سعادة الإنسان في هذه الحياة وتصبح أكثر جمالا وبهجة ، هكذا أخلاق رسول الله صلى الله عليه واله تمتع الحواس بها شيء جميل ولكنها لم توجد من أجل هذا الجمال فقط بل وجدت من أجل العمل والإقتداء بها والعيش في لذتها الحقيقية ونشرها في اوساط المجتمع حتى نبني مجتمعاً سعيداً وسليماً من الأمراض الأخلاقية قال الله سبحانه وتعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ولمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) ( 5) وقال الله سبحانه وتعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (سورة الجمعة آية 2) .
(1) سورة آل عمران آية 159(2) سورة التوبة آية 9(3) سورة الأنبياء آية 107(4) سورة القلم آية 4(5) سورة الأحزاب آية 21(6) سورة الجمعة آية 2
خضير العواد
https://telegram.me/buratha