الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب من عنده علم الكتاب للشيخ جلال الدين الصغير عن الامة الوسط: وفي صحيحة أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمرو اليماني مثله. (2) وفي صحيحة أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد، عن ابن أذينة، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) قال: نحن أمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه. وفي صحيحة يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) قال: نحن الأئمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته في أرضه. وفي صحيحة عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر ابن بشير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) قال: نحن الأمة الوسط، ونحن شهداؤه على خلقه، وحجته في أرضه. (2) وفي صحيحة محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (البقرة 143) بما عندهم من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه.
ويستطرد الشيخ الصغير عن الامة الوسط قائلا: وفي صحيحة سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) قال: نحن الشهداء على الناس بما عندنا من الحلال والحرام، وبما ضيعوا. وبهذا العدد الكبير من صحاح الروايات، يمكن جبر الكثير من الأخبار التي توصف بالضعف، خصوصا إذا ما كان المتن يتفق مع متون الصحاح بالضعف، خصوصا إذا كان المتن يتفق مع متون الصحاح في اللفظ أو في المعنى، إما لإرسال كما في روايات تفسير العياشي حيث روى عن أبي بصير قوله: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن نمط الحجاز، فقلت: وما نمط الحجاز؟ قال: أوسط الأنماط إن الله يقول: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" (البقرة 143) قال: ثم قال: إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصر. وروى عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هم الأئمة. وعن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) فإن ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى أن من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" (ال عمران 110)، وهم الأمة الوسطى، وهم خير أمة أخرجت للناس. وإما لمجهولية حال أحد الرواة كما في روايتي بصائر الدرجات عن كتاب بندار بن عاصم حيث حدث عبد الله بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: في كتاب بندار بن عاصم، عن الحلبي، عن هارون ابن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (البقرة 143) قال نحن الشهداء على أناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه. والخبر يصح لوروده بسند صحيح آخر كما مر.
ويقول الشيخ جلال الدين الصغير: وكذا حديث عبد الله بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، في كتاب بندار بن عاصم، عن عمر بن حنظلة وأقل: قلت لأبي عبد الله عليه السلام "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (البقرة 143) قال: هم الأئمة. وكذا حدي عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن ميون البان، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى:} وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس {قال: عدلا ليكونوا شهداء على الناس قال: الأئمة ويكون الرسول شهيدا عليكم أقل: على الأئمة. وكما في رواية بشارة المصطفى عن أبي أحمد يحيى بن يحيى المقري الفتى الظريف أقل: وجدت في كتاب عمي الفضل فيما كتبه عن أبي منصور أحمد بن العباس، عن أبيه، عن الفضل بن يحيى قال: سئل أبو جعفر محمد بن علي الجواد في حديث طويل إلى أن يقول: قلت: فقوله: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) قال: نحن الأمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحجته على أرضه. إلى أن يقول: قلت فقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ" (الحج 77-78) قال: إيانا عنى، نحن المجتبون، ولم يجعل علينا في الدين من ضيق، والحرد أشد من الضيق، "مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ" (الحج 78) قال: إيانا عنى خاصة "هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ" (الحج 78) في الكتب التي مضت وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم {فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهيد علينا فيما بلغنا عن الله عز وجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدقنا يوم القيامة صدقناه، ومن كذبنا يوم القيامة كذبناه. قال: فقوله: "قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43) قال: إيانا عنى، وعلي أقضانا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والخبر كما ترى مؤيد لورود متنه بنصوص متقاربة جدا مع الصحاح التي ذكرناها.
ويختتم الشيخ الصغير في الرد على المشككين: ولكن رغم كل هذه التأكيدات يأتي الرجل ليؤكد أنه يخالف ما ذهبت إليه الأئمة عليه السلام من خلال طرحه لمفهوم هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، وذلك تردادا لمعتقدات المدارس الأخرى، فحيث أقل أئمة أهل البيت عليه السلام بأنهم هم أئمة الوسط أقل هو مناقضا لذلك في تفسير الوسطية في هذه الآية: إن الوسط من كل شئ أعدله وأفضله فكن هذه الكلمة استعيرت للأمة المسلمة من أجل تأكيد الثقة في نفوسهم على أساس ما حباهم الله من هداية إلى سبيله لئلا ينهاروا أمام تضليل المضللين وتشكيك المشككين.
https://telegram.me/buratha