الدكتور فاضل حسن شريف
وردت كلمة الجبت في القرآن الكريم قال الله تبارك وتعالى "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا" ﴿النساء 51﴾ بالجبت: ب حرف جر، ال اداة تعريف، جبت اسم. جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسي: "الْـجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ" (النساء 51) هو كل ما عبد وأطيع من دون الله تعالى. وذكر بعض الناس أن الجبت هو من لغة الحبشة وقال قطرب "الْـجِبْتِ" أصله الجبس وهو الثقيل الذي لا خير عنده.
جاء في التبيان للشيخ الطوسي: قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا" (النساء 51) المعني به كعب بن الأشرف، لأنه قال هذا القول، وسجد لصنمين كانا لقريش. وقيل في معنى الجبت، والطاغوت خمسة أقوال: أحدها قال عكرمة: إنهما صنمان. وقال أبو علي: هؤلاء جماعة من اليهود آمنوا بالأصنام التي كانت تعبدها قريش، والعرب مقاربة لهم ليعينوهم على محمد صلى الله عليه وآله. الثاني قال ابن عباس: الجبت الأصنام. الثالث إن الجبت الساحر قاله ابن زيد. وقال مجاهد: الجبت: السحر. الرابع قال سعيد بن جبير، وأبو العالية: الجبت: الساحر. والخامس في رواية عن ابن عباس والضحاك: ان الجبت حي بن أخطب، والطاغوت كعب بن الاشراف، لأنهما جاءا إلى مكة، فقال لهما أهل مكة: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم القديم، فاخبرونا عنا وعن محمد صلى الله عليه وآله، فقالا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: نحن ننحر الكوماء ونسقي اللبن على الماء، ونفك العناة، ونصل الأرحام، ونسقى الحجيج. ومحمد منبوز قطع أرحامنا، واتبعه سراق الحجيج بنو غفار فقالا: أنتم خير منه، وأهدى سبيلا فأنزل الله هذه الآية. وقال الزجاج، والفراء، والبلخي: هما كل معبود من دون الله تعالى.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ" (النساء 51) الجبت والجبس كل ما لا خير فيه وقيل وكل ما يعبد من دون الله سبحانه. وليس عند المؤمنين إلا دين التوحيد المنزل في القرآن المصدق لما عندهم ولا عند المشركين إلا الايمان بالجبت والطاغوت فهذا القضاء اعتراف منهم بأن للمشركين نصيبا من الحق وهو الايمان بالجبت والطاغوت الذي نسبه الله تعالى إليهم ثم لعنهم الله بقوله "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ" (النساء 52). جاء في كتاب كذبوا على الشيعة للسيد محمد الرضي الرضوي: وقال ابن عباس في تفسير الجبت والطاغوت من آية 51 من سورة النساء "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ" يعني بهما الصنمين الذين كانا لقريش وسجد لهما كعب بن الأشرف. والجبت الأصنام. عن ابن عباس. وقيل الجبت الساحر، وقيل الجبت السحر عن مجاهد والشعبي، وقيل الجبت الساحر عن أبي العالية وسعيد بن جبير، وقيل الجبت إبليس والطاغوت أولياؤه وقيل هما كلما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان عن أبي عبيدة، وقيل الجبت هنا حي بن أخطب عن الضحاك وبعض الروايات عن ابن عباس. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: اللغة: الجبت: لا تصريف له في اللغة العربية، وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: (هو السحر بلغة أهل الحبشة) وهذا يحمل على موافقة اللغتين، أو على أن العرب أدخلوها في لغتهم، فصارت لغة لهم.
جاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي: عبر الأئمة عن أعدائهم في كثير من الروايات والزيارات بالجبت والطاغوت، واللات والعزى، وسيأتي في باب جوامع الآيات النازلة فيهم عليهم السلام أن الصادق عليه السلام قال: عدونا في كتاب الله الفحشاء والمنكر والبغي والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت. وفي كتاب صفات الشيعة: عن علي بن أحمد بن عبد الله عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عمرو بن شمر عن عبيد الله عن الصادق عليه السلام قال: (من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمن: البراءة من الجبت والطاغوت، والاقرار بالولاية، والايمان بالرجعة، والاستحلال للمتعة، وتحريم الجري، والمسح على الخفين). الجبت: الصنم وكل ما يعبد من دون الله ويطاع من غير اذن الله.
روي عن الامام زين العابدين عليه السلام أنه قال: من قال: اللهم العن الجبت والطاغوت. كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة. وعن زيد بن علي زين العابدين سلام الله عليه (أيها الناس إني أدعوكم الى كتاب الله، وسنة نبيه، وجهاد الظالمين، والدفاع عن المستضعفين، وقسم الفيئ بين أهله، ورد المظالم، ونُصرة أهل البيت على من نصب لنا الحرب، وإحياء السنن، وإماتة البدع. لا يسعني أن أسكت، وقد خُولِّف كتاب الله، وتٌحُوكِمَ إلى الجبت والطاغوت).
https://telegram.me/buratha